2 دقائق للقراءة
#رسائل_زودياك ٣: جوليان وساندرا
زودياك لم يقتل أحدا، ولم يجن.
هذه ترهاتك يا لوشن.
هتف صوت في القاعه الكبيره.
نظر اليه الراوي بابتسامه ماكره وقال:
هذا رايك!؟
خذ مكاني اذا، وقدم لنا روايه اخرى.
جلس الراوي الثاني مكان الراوي الاول.
نظر الى الجمع الجالس وقد بدت ملامح الحيره لدى بعضهم، والاستهجان لدى بعضهم الاخر.
ثم قال: تلك الليلة كانت مغيمة، مظلمة، لكنه استطاع أن يميز الوجه الذي يبتسم له مع وجه حبيبته، فقد كانت الفوانيس تعطي ما يكفي من الضوء لتمزيق العتمة وتمييز الملامح.
خفق قلبه لها ككل مرة يراها فيها. وابتسم للشاب الذي يمسك بساعدها، إنه بلا شك شقيقها التوأم الذي طالما حدثته عنه
لقد كان الشبه بينهما ملفتا ومبهرا، دقة صانع قسمت بين ذكر وأنثى.
ضمها بود وعانقه بمودة، لوميار أليس كذلك، نعم أنت تشع بالضوء فعلا.
ضحكوا تلك الليلة، وحدثهم بعض النكات من قريته التي قدم منها، حيث البساطة والطيبة ووجوه الفلاحين.
قال له لوميار قبل ان يودعه: اهتم بها جيدا، احذر أن تغضبها، إنها تتحول إلى تنين حين تغضب.
أعرف، أعرف، قال وهو يداعب شعرها بشغف.
أنت لا تعرف بعد، قالت ضاحكة، انظر لامرأة غيري وسوف تصدمك الحقيقة..
على مقربة منهم كانت سيارة سوداء، فتحت نافذتها ببطئ، ظهر شيء أسود، لمع شعاع سريع، لم يدوي صوت رصاص، لأنه كان مسدسا كاتما للصوت، وبعد دقائق وجد أحد المرات ثلاثة اجساد ملقاة على القارعة، ونشرت الصحف بعد أيام، أن زودياك ارتكب جريمة جديدة، قتل اثنان، ونجا واحد.
عام آخر قضاه بين التعافي والتدريب ومطاردة القاتل، حتى أوصلته إليه مصادفة لا أكثر..
أطرق المفتش لامبار برهة ثم رفع رأسه وقال: أنتم أفضل المحققين في المدينة، وهزمكم ذلك الشاب، وقام بقتل المجرم الذي قتل حبيبته وشقيقها، ثم هزمكم ثانية بالفرار منكم والتسلل من بين أيديكم كالشبح.
رفع محقق شاب يرتدي بدلة داكنة ويضع نظارتين يده: لا تنس يا سيدي أنه عميل سابق للجهاز، وأن الأمر ليس جريمة عادية بل عملية تصفية.
احمر وجه المفتش، ففهم المحقق كريستيان وصمت، في حين بدت ملامح الاستغراب على بقية المحققين.
صمت الراوي جوليان ونظر إلى الجمع المنبهر، ابتسم ابتسامة الواثق، ولكن صوت فتاة مزق الصمت وارتفع من جانب القاعة الأيسر.
خيال جيد، لكن القصة لم تكن هكذا ابدا يا جو، انت ولوشن بارعان، لكنني أعرف ما لا تعرفانه.
ظهرت ابتسامة على محيا لوشن، وضع اصبعه وسط نظارتيه والصقهما بجبينه، في حين احمر وجه جوليان المتحمس، ووقف بصمت ليعطيها مكانه، وهمس لها قبل أن تجلس: تعلمين أني أحبك يا مجرمة، ارنا مهارتك الان.
ساد الصمت مجددا، حركت ساندرا شعرها الأحمر بيدها اليمنى، فاهتز قلب جوليان، بدت في ثوبها الأسود الطويل كقطعة من الشمس تلبس الليل.
لمعت مقلتاها، أخذت نفسا عميقا، ثم قالت: كانت ليلة لا يمكنني نسيانها، لأني كنت هناك، أعمل في ذلك المطعم الصغير، ورأيتهم، ثلاثة قادمون من الجنة، فرح العصافير بالربيع، جمال لا يمكن تجاهله..
ثم حدث ما حدث….
(يتبع)