كلمة عن السياسة

< 1 دقيقة للقراءة

للسياسة مجالها، كثر ذؤبانها وقل رجالها.
وقد خبرناها فوجدناها ميدانا للباطل والانشقاق، ومجالا للافك والتلوّن والنفاق.
قليل من نجا من نزغها الخناس، ورام وجه الله مصلحا نافعا للناس، فهؤلاء غرباء فيها غرباء عنها، يرومون فعل الخير فيها ويزهدون في الخير منها.
وأما اكثرهم فقد أعماه فيها الهوى، فهوى منهم من هوى، يتردى في أسفل قيعانها، وكرع من كرع من وحل أدرانها، وسعى من سعى في خدمة شيطانها.
السياسة في الأصل نفع الناس ودفعهم الى ما يجعلهم أرقى وأفضل، والاهتمام بالعمران وبناء الانسان وتحقيق العدالة وتطبيق الرسالة.
لكنها في سوق البشر رميم دنيا وتهافت جياع على كل منصب ومكسب ومتاع.
يسرقون وينهبون وعلى الناس يكذبون، وأفسقهم من كذبا باسم الله يتكلمون، ويدعون أنهم يمثلون القداسة، وهم نجاسة في نجاسة، وأحقر ما أنجب رحم السياسة.
وأضرهم من ديدنهم كفرعون، يحاربون الله جهرة وهم لكل فاجر يد وعون، لا يرعوون عن فساد، ولا ينتهون عن إفساد.
ولا مرحوم إلا من رحم، ولا معصوم الا من بالله اعتصم..

سوسة
16/08/2018 16:20