2 دقائق للقراءة
مرَّتْ بقُربكَ فــاَرتجفْتَ قـَلـيـلاَ
وسمِعتَ من خَلفِ الجفُونِ صَهيلاَ
ذي مُهرةٌ عَربـيـَّــةٌ فـَارْنُ لـَـها
أَولـسْتَ فــَـارِسَها كَما قد قِيــلاَ
يا من أتَيْتَ إلى المدَائِنِ نازِفـًــا
أفْنَيْتَ عُمْركَ غُرْبَةً ورحِيـــلاَ
قُمْ واَنبَعِثْ من تحْتِ صَمْتِكَ واقِفًا
واَثأَرْ لسيفِكَ أَوْبَةً وصَلـيــلاَ
يـــا أيـُّهَــا الـــمقْتُولُ اُقْتُلْ مَرَّةً
عوِّدْ عَدُوَّك أنْ يـَـكـُونَ قـَتِـيـــلاَ
لِدَّانِ حوْلَكَ شَوْقُ قَلْبِكَ والنَّوى
وعُيُونُ رئْمٍ هيَّمتْكَ طويلاَ
فانزَعْ سَوَادَ اللَّيلِ واَنظُرْ هَل تَرى
شمسـًـــا تـُعَانِقُ واحَةً ونَخِيلاَ
يمِّمْ إلى تِلْكَ الدِّيارِ فإنّمَا
المُشتاقُ خلَّفَهُ الفِراقُ نَحِيلاَ
يا حامِلَ الأَشواقِ مهْلَك فالرّدى
في نَظْرتَيْنِ تفَنَّنتْ تَقْتيلاَ
تِلْكَ الّتي سجَدَ الغرامُ لربِّها
سُبْحانَ منْ خَلَقَ الجَمِيلَ جَميلاَ
يـــا مُهْرتِي قد كُنْتُ أشجع فَارِسٍ
مَـا كُنْتُ إنْ ذَلَّ الرِّجالُ ذَليلاَ
لكنْ أذَلَّ شموخَ قلبيَ ذَا الهَوى
وأَراهُ إنْ حَميَ الوَطيسُ جلِيلاَ
يَغْزو القُلوُبَ فلاَ يُطيقُهُ باسِلٌ
صَلْدٌ إذَا انْهزَمَ الكُماةُ فُلولاَ
يسْتَلُّ منْ سُودِ اللَّواحظِ مُرهَفًا
صَلْتًا دِمَشْقيَّ الْبياضِ صَقِيلاَ
فإِذَا طَغَى سَلَبَ الحَياةَ بِلَحْظَةٍ
وإذَا صَفَا مَنَحَ العَطَاءَ جَزِيلاَ
سَمْراءُ يَا طَربَ الزَّمانِ إذَا حَلاَ
غَنَّتْ لَهُ مُهَجُ النَّدى لِيميلاَ
كوني الدَّلِيلَ فإنَّ قلْبيَ مذْ هَوَى
ضاعَ الدَّلِيلُ وَمــا وَجَدْتُ دليلاَ
كيْفَ السَّبيلُ إليْكِ يا عَذْبَ اللَّمَا
طَالَ الرَّحيلُ وما عَرَفْتُ سَبيلاَ
الله يعلَمُ كَمْ يُمزِّقني الجَوى
والكَوْنُ يَشْهَدُ كَم حَوَيْتُ غَلِيلاَ
يـــا أيـُّهَـا الزمن المسيَّجُ باللَّظى
حُمِّلتُ مِنْكَ أيـــا زمـَــانُ ثَقِيلاَ
أنا أيْنَ أهرُبُ من جِرَاحَاتِي الَّتي
ألوت عَليَّ ولــَــمْ تَرُمْ تـَبْـدِيــلاَ
إني المُسَافِرُ في الـــــوجُودِ بِحُزْنِهِ
ورأيتُ حُزْنِي في الزَّمانِ أصِيـلاَ
حُزْنٌ يَطوفُ الأَرْضَ يَسْرُدُ عُمْرَهَا
للَّهِ درُّهُ للْحيَاةِ خَليلاَ
رجْعُ القُرُونِ الأرْضُ تَسْكَرُ بالأَسَىَ
صُعُدًا يُرابطُ في الورى ونُزولاَ
إنــي رأيـْتُ الـــدَّهْرَ يشْحَذ مُدْيَةً
جِيــلاً يُمَــزِّقُ بـِـالـخَنــاجِرِ جِيلاَ
يـــا مُهرَتِي هَلْ تقْبَلينَ بفَــارِسٍ
مِزَقًا على مِزَقٍ وصَبْرُهُ عِيـــلاَ
يـــا مُهرَتِي هَلْ تقْبَلينَ بعــاشِقٍ
أفْنى الـــفُؤَادَ توجُّـعًـــا وطُلولاَ
يـــا مُهرَتِي هَلْ تقْبَلينَ بشـاعِرٍ
بدمـــَــاهُ يكتُبُ في الغَرامِ فُصُولاَ
يـــا مُهرَتِي هَلْ تقْبَلينَ مُقَاتِلاً
عَشِقَ الزَّئِيرَ ولــمْ يُعَـادِ هَدِيلاَ
يــا مُهْرَتِي يَا مُهْجَتي مَهْرِيَّتي
إنِّي نزَلْتُ على الـــزَّمَـانِ دَخِيـلاَ
هَلْ كَانَ أَجْمَلَ لَو لقِيتُكِ بالفَلاَ
أوْ بِتُّ في تِلْكَ الخِيامِ نَزيلاَ
سَهْمًا رَمَيْتِ أَصَابَ سَهْمُكِ مقتَلاَ
واللَّحْظُ أَضْحَى رِسَالَةً وَرَسُولاَ
إنَّ اِبْتِسَامَكِ والــكَلامَ مَـــرَاهِمٌ
تــَشْفِي جَريحَ الخَافِقينِ عَليلاَ
ولقدْ دَعَوتُ الله يَجْمَعُ بَيْنَنَــا
كــــانَ الــــــمتَيَّمُ للِّقَاءِ عَجُـولاَ
مـــا كَانَ حزني مُقدَّسًا لأُدِيـمَهُ
أو كــَـــــانَ عِشْقِي مدنَّسًا ليَزُولاَ
إليكَ السَّلامُ أيَا زَمَانَ صبَابَتِي
كـمْ قَدْ ولـِهْتُ ومَا سَمِعْتُ عَذُولاَ
يـَـــا عَاذِلِي إنَّ الــــغَرَامَ مُقدَّرُ
ومُقَدَّسٌ في الأُغْنِياتِ الأُولىَ
مَا كُنْتُ أوَّلَ مَنْ يُمَزِّقُهُ الهَوَى
لـكِنْ أَخِيــرٌ مَـــــا وَجَدْتُ مَثِيلاَ
الرواضي مارس2003
تمّ تعديلها بتاريخ 17/05/2017