اليوم العالمي للمعلم

< 1 دقيقة للقراءة

#يوم_المعلم

في اليَومِ العالَميِّ لِلمُعَلِّمِ، أُودُّ أن أَكتُبَ رِسالَةً لِسَبعَةِ مُعَلِّمِينَ.

المُعَلِّمُ الأوَّلُ: أَبي وأُمِّي وجَدِّي.
كُنتُ طِفلاً وتَعَلَّمتُ مِنهُمُ الصَّبرَ والعَطفَ، وطولَ النَّفَسِ.
وأَتَذَكَّرُ الكَثيرَ مِمَّا يَطُولُ ولا تُوفِي بِحَقِّهِ الكَلِماتُ.

المُعَلِّمُ الثَّاني: كُلُّ مَن عَلَّمَنِي حَرفاً، ومَن أَخَذتُ عَنهُ عِلماً، طِيلَةَ سِنِينَ دِراسَتِي، مِنَ المَدرَسَةِ إلى الجَامِعَةِ، خُصوصاً مَن تَرَكُوا فِي نَفْسِي أَثَراً، ومَن بَقِيَت أَطيافُهُم فِي مُخَيِّلَتِي إلى الآنَ، وقد كُنتُ وَقَّادَ الذِّهنِ حاضِرَ البَديهَةِ.

المُعَلِّمُ الثَّالِثُ: قَومٌ سَكَنَت أَروَاحُهُمُ الكُتُبَ، وتَرَكُوا مِنَ الصُّدُورِ أَثَراً فِي السُّطُورِ، قَرَأتُ لَهُم صَغِيراً، وفَهِمتُ عَنهُم كَبِيراً، فِيهِمُ الشُّعَرَاءُ والعُشَّاقُ والحُكَماءُ، والعُلَماءُ والأُدَباءُ.

المُعَلِّمُ الرَّابِعُ: هُوَ الأوَّلُ قِيمَةً، والأَعلَى مَكانَةً، ذَلِكَ الَّذِي قَالَ: «إِنَّمَا بُعِثتُ مُعَلِّماً»، وبِجِوَارِهِ وَصِيُّهُ الَّذِي قَالَ: «سَلُونِي قَبلَ أَن تَفقِدُونِي»، ومَا دَارَ فِي فَلَكِهِمَا، مِمَّن هُم مِنهُمَا نَسلاً وسِرّاً، رَسُولُ اللهِ والإِمَامُ عَلِيٌّ.

المُعَلِّمُ الخَامِسُ: الزَّمَنُ، مَعَ شَقِيقِهِ العِشقِ، لأَنَّهُمَا شَقِيقَانِ، فَلا مَعنَى لِزَمَنٍ لا عِشقَ فِيهِ، وَلا مَعنَى لِعِشقٍ لا يَدُومُ.
تَعَلَّمتُ مِنهُمَا الكَثِيرَ، بِهِمَا صِرتُ شَاعِراً، وَبِهِمَا استَمَرَّ شَغَفِي.

المُعَلِّمُ السَّادِسُ: كُلُّ مُعَلِّمِ فُنُونِ دِفَاعٍ، كُلُّ مَن تَأَثَّرتُ بِهِ فِي مَسِيرَتِي، وَكُلُّ مَن كَانَ مِن رِجَالِ هَذِهِ الفُنُونِ العَظِيمَةِ الَّتِي تَرتَقِي بِالرُّوحِ وَالقَلبِ وَالعَقلِ.

المُعَلِّمُ السَّابِعُ: رَجُلٌ مِن زَمَنِ الرُّوحِ استَوَى فِي جَسَدِي طِفلاً، واضطَرَّنِي لِأَقسَى التَّدرِيبَاتِ، وَلِلكَثِيرِ مِنَ المِحَنِ وَالامْتِحَانَاتِ، حَتَّى صِرتُ مُعَلِّماً، وَصَارَ لِي تَلَامِيذُ مِن أَركَانِ العَالَمِ الأَربَعَةِ.
أُحَيِّيهِ وَأَرجُو أَن يَستَمِرَّ، لأَنَّهُ مُعَلِّمٌ كَبِيرٌ رَغمَ كُلِّ شَيءٍ.

سَلامٌ عَلَى مَن تَعَلَّمَ ثُمَّ عَلَّمَ، وَأَهدَى الاِبتِسَامَةَ بَعدَ أَن تَأَلَّمَ.

منشورات ذات صلة

مع المبدع محمد فرشيو
سعدنا بهذا البلبل الصداح، منتهى الأدب والذوق، مع صوت شجي بديع، وقريبا يصدح بكلماتي. مع البهي محمد فرشيو، نفحة من نفحات تونس الجميلة.
< 1 دقيقة للقراءة
مولود جديد
بفرح الأب الذي يضم مولودته، استقبلت روايتي الثانية “ولي الله” في نسخة ورقية أولى، ولتنضم إلى أختها الكبرى رواية “المعلم والتنين”، وقد كانت الروايتان...
2 دقائق للقراءة
رواية ولي الله
رواية “ولي الله” الرواية الثانية بعد رواية “المعلم والتنين”،. رواية ملحمية، بطلها معلم كبير، تدور في فلك روحاني عرفاني، وتجري أحداثها في نسق زمني...
< 1 دقيقة للقراءة
لقاء مع الشاعر آدم فتحي
لقاء جميل جمعني البارحة في معرض تونس الدولي للكتاب مع شاعر من عمالقة الشعراء، الشاعر الكبير آدم فتحي. كتب فأبدع، ورسم للأغنية التونسية مسارات...
< 1 دقيقة للقراءة
هدية أدبية رفيعة للمنارة
هدية للمنارة من الشاعر العراقي المبدع الراقي السيد محمد مخلف العبدلي، من رجال الرباط المحمدي. هنا المنارة والأنوار تحرسها طلت علينا بانوار بهياتِ  ...
< 1 دقيقة للقراءة
تكريم د. مازن الشريف رسالة لها معنى
ذي شمسنا لا لم تغب إطلاقا بل أبهرت كل الورى إشراقَا من رام حجب الشمس بين أكفّه ركب المحال وكابد الإحراقَ ****************** يا ناوي...
< 1 دقيقة للقراءة