سيدنا يزيد عليه السلام!

8 دقائق للقراءة

كان تولي سيدنا يزيد عليه السلام ورحمة الله وبركاته للخلافة فتحا كبيرا، ضمن فتوحات سابقة عظيمة منذ أن انتُزعت من ذلك الذي قال عنه مُسفّه أحلامنا: من كنت مولاه فهذا مولاه.
ومعلوم كم قتل من أهلنا وأعمامنا وأحبابنا وحلفائنا في بدر والخندق خيبر وغيرها.
وسيدنا يزيد لا يخفى نسبه، ولا يُنكر حسبه، فجدته لاكت كبد المجرم السفاح واضع الريشة الحمراء في أحد، ووالده اقوى وأشرس من حارب الدين المفترى وزاعم الوحي.
وأبوه من قاتل وحارب لأجل العدالة وقاد جيشا عظيما وأبدع في الخطط العسكرية مع معاونيه وتخلص من كل أعدائه بالسيف او السم او التآمر.
نبش قبر المجرم في أحد، وحاول نبش قبر أم دعي النبوة كما ارادت أمه عندما كانت جيوش الأحزاب تتجه الى يثرب، وأمر بلعن قاتل أعمامنا في المنابر سبعين عاما (حتى ألغى ذلك ابن عبد العزيز فسممناه جزاء صنيعه)، ودفن من رفض لعن ابي تراب حيا مثل المدعو حجر بن عدي بن حاتم الطائي المبذر لماله.
وكذلك دفع مالا لزوجة ابن قاتل الأعمام وقاطع الأرحام فسممته فلقي مصرعه حفاظا على الدين ومنعا للفتنة.
وطبيعي أن يجعل ابنه الكريم ابن الكرام خليفة له، ومكر لأجل ذلك وهو ينازع الموت مستمسكا بعروة الملك الوثقى فهو اول ملك وأعظم ملك.
وتولى سيدنا يزيد في كنف العدل وتمام الديمقراطية ومنتهى الاتزام بالكتاب والسنة ووحدة الصف، وكانت توليته شرعية لا ريب فيها.
وكل من خرج عن ذلك خرج عن امر الآلهة.
نقصد (عن أمر الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين).
وقد قال نبي الله الرحمة المهداة الذي لا ينطق عن الهوى: من خرج عليكم وأمركم جميع فاقتلوه (كائنا من كان).
وقد ابتلي مولانا وحبيبنا وقرة اعيننا وحبيب الله ورسوله وخليفته على امته وخليفة الله في أرضه “سيدنا يزيد” بامور نغصته عليه حكمه…مثل خروج الحسين بن عدونا عليه.
هي بيعة شرعية وخلافة ربانية تامة الشروط بإجماع الجماعة.
ثم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: فاقتلوه كائنا من كان.
ولا ينبغي أن يموت المؤمن وليس في عنقه بيعة.
وكيف يخرج على إمام زمانه (فاتح الأمصار وقاهر الكفار المبشّر بالنار)؟؟
وقد حاول عليه السلام (سيدنا يزيد) بكل الطرق والسبل الديبلوماسية وفي كنف الديمقراطية أن يقنع الحسين بمبايعته، فرفض!
وأرسل له جيشا بقيادة ابن مرجانة يحمل الورود ومساعدات غذائية وطبية، وكذلك لجنة من كبار العلماء يقنعونه بالحجج الشرعية وضرورة طاعة ولي الأمر، فأبى!
وبادر ومن معه بالهجوم، من أخيه العباس الى ابنه علي الأكبر الى ابناء اخيه وأصحابه وبعض الخونة مثل الحر.
وحتى ابنه الرضيع (نسينا اسمه، يقال عبد الله) كان يهاجمنا ويرفض الحوار ويلقي ما وهبناه من ورود المحبة وزهور المودة في القربى والبر والمعروف، بل اراقوا ما اعطيناهم من قوارير ماء معدني وادعو العطش…وحتى نساؤهم هاجمننا.
طبيعي ان يدافع جنودنا عن أنفسهم وان تقع الملحمة العظيمة من قتل كل الخارجين عن القانون وكل ناكثي البيعة الشرعية واعداء الشريعة.
وانبرى البطل العظيم الشمر يحمل راس الحسين بعد طعنه ليريحه من الالم، فقد كان ينزف من اثر مئات الطعنات والسهام.
بعد الانتصار اراد جنودنا الوادعون ان يحتفلوا بسباق الخيل، فانتخبوا اربعين من افضلها، ولكن الحسين رغم قطع راسه اعترض سبيلهم بجسده، فداسته حوافر خيلنا المبارك الذي يصح فيه قول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: يا خيل الله اركبي.
ورجع جيشنا المظفّر الى سيدنا يزيد بالبشرى.
وكان جنودنا يهللون ويكبرون، ويصلون على الرسول وآل الرسول، ملتزمين أمر الله في المودة في القربى وأمر رسوله الذي قال أذكركم الله في آل بيتي.
وكانوا ينشدون “قمر سيدنا النبي” ويغمرهم الخشوع، ويصلون الفجر حاضرا وتغرق وجوههم الدموع.
ورغم عدائية زينب والهاشميات وإصرارهن على المشي مكشوفات الرأس أكثر من الف كيلومتر في الحرارة الشديدة والقيود، وموت طفلة للحسين لاصرارها على اللحاق بوالدها، فان ذلك لم يعكر صفو جنودنا ولم يؤثر على حالتهم الإيمانية.
وقد حملوا راس الحسين على الرماح مع رؤوس القتلى من أبنائه وابناء اخيه واصحابه، لأن ذلك خير من وضعه في كيس يعرضه للتلف نظرا لبعد المسافة وطول الطريق.
وكل ذلك بعلم وامر سيدنا يزيد وسيدنا ابن زياد.
وهو اقل الواجب في الحسين فأمه فاطمة بنت رسول الله وابوه رابع الخلفاء وكان رسول الله يحبه (أحيانا).
ثم رسول الله الذي اتضح بعد التمحيص أنه جد الحسين بما ان الحسين ابن بنته، قال الحسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا.
لكن علينا ان لا ننسى احاديث النبي والايات التي نزلت في والد سيدنا يزيد خال المؤمنين وفي امه جدة المؤمنين وأبيه جد اهل اليقين عليهم السلام.
ولا ننسى ان سيدنا يزيد رجل صالح، وهو يد الله في أرضه، وان الحسين مات بسيف جده، وان ذلك كان بقضاء الله وقدره، ولو لم يشا لما كان.
وعلى المؤمن ان يسلّم للقدر، وتلك فترة مضت، وأمة خلت، لا نورط فيها ألسنتنا. والفتنة نائمة ملعون من ايقظها.
وسيدنا يزيد مجتهد كابيه، له أجر المجتهد.
وكل القتلى سواء الأولون من عمار بن ياسر وسبعين الف صحابي واويس القرني الى علي والحسن وصولا للحسين وقتلى كربلاء كل ذلك خسائر جانبية تهون في سبيل الله وسبيل دينه واعلاء كلمته ونشر الاسلام في اصقاع الارض. فمن نشر الاسلام اكثر سيدنا معاوية ام علي الذي كان كما قال شيخ الاسلام (مخذولا حيثما توجه، وكان كفرعون، وكفّره كثير من الصحابة).
ومن نشر الاسلام بقوة السيف اكثر: سيدنا يزيد، ام الحسين واخته التي لم تحترم مقام سيدنا يزيد وهاجمته في قصره، ولكنه عفا عنها.
لقد كان يوما مباركا من ايام سيدنا يزيد عليه وعلى آبائه السلام، فنكت وجه الحسين بالقضيب معاتبا به عتاب الحبيب لحبيبه، وانشد مبتهجا بيوم يمثل تسوية للمسائل بعد قتلانا الاعزاء في بدر وأعمامنا الذين قتلهم والد الحسين وعمه. انشد سيدنا قائلا وقد جمع الجمع ووضع الراس بين يديه الشريفتين ينكته بالخيزران:

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
لست من عتبة ان لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل.
متمثلا بابيات لابن الزعبري ومضيفا عليها فهو شاعر فحل عظيم وخليفة للمسلمين وإمام تفخر به الامة.
وكل من خرج عن الشريعة والشرعية مصيره القتل ولو كان ابن بنت النبي او كان يصرخ فوق قبره مثلما ياكان في وقعة الحرة، اما اغتصاب جنودنا لالف فتاة بعضهن من بنات الصحابة فمسالة تتعلق بالنسل والرغبة في ان يكثر المسلمون وينتشر الاسلام، او هو خطأ وتمت محاسبة الذين تجاوزوا القانون.
وحتى ان كان جريمة، وهو امر غير صحيح طبعا، فهو لا شيء امام الحفاظ على الاسلام والخلافة ونشر الدعوة الاسلامية.
شيء واحد ظل ينغص علينا عيشنا، كما نغص على سيدنا يزيد: علي بن الحسين.
كيف نجا!؟
لماذا لم يتم قتله مع بقية أسرته!! ولماذا تم اطفاء الحريق في خيم الهاشميات ولم يتم التخلص منهن ايضا، كي ترتاح الامة من الفتنة!
وللأمانة: لقد جن جنون سيدنا، وصرخ كيف نجا هذا، ولفّت به الأرض وكاد يغمى عليه، وامر بقتله، لكن حالت عمته دون ذلك، للأسف!.
وقد قال له ابن الحسين: اتهددنا بالموت، اما علمت ان الموت عندنا عادة، وان منزلتنا عند الله الشهادة.
لقد سبب ذلك استمرار نسل محمد، وللكارثة والخطر على الاسلام والكتاب والسنة، والدعوة لله والسعي في سبيل الله.
وسبب ذلك ظهور رجال نغصوا علينا وازعجونا. من أمثال الباقر والصادق وإدريس الذي اسس دولة في المغرب، يا للفتنة، ويا لهبل!
والاسوأ انه ربما صح الخبر، وظهر منهم مهدي يدمر الخلافة ويمثل خطرا على اسلامنا ودعوتنا وديننا وآلهتنا.
لقد كان سيدنا يزيد عليه السلام حكيما، اراد ابادة السلالة كلها، والتخلص من الخطر، ولكن…
وعلى العموم نحن مستمرون في الدفاع عن سيدنا يزيد، وموافقته في كل ما فعل، ونحتفل بعاشوراء التي تم فيها القضاء على ناكث البيعة، وابن قاتل اعمامنا وحفيد الذي افترى وحطم وجوه آلهتنا بالمعول يوم سقوط مكة وسبب لنا خسائر مادية كبيرة عوضناها لاحقا من بيت مال المسلمين وغنائم الحروب والاراضي التي سيطرنا عليها، وثروات اخرى.
ويمكن ان نقول لأتباعنا الذين لا يفهمون الحقائق الخفية: احتفلوا بعاشوراء، لانه اليوم الذي نجا فيه نوح من الطوفان، وموسى من فرعون، وغزال الرنة من الذئب.
(واظهروا الفرح الذي ظهر على وجه مولانا يزيد حين وضعوا راس الحسين بين يديه).

وإياكم والحزن يوم عاشوراء، فالحزن للشيعة، والشيعة كفار!.
وكل عاشوراء وأنتم بألف خير وحب ومولاة لسيدكم يزيد، وبغض وكراهية لمحمد وآله.


تعقيب على المقال

نشرت يوم أمس مقالا حمل عنوان: سيدنا يزيد عليه السلام.

وقد أثار موجات من ردود الأفعال المختلفة والتي تنقسم عموما إلى ثلاثة:

بعض الأحبة عاتبني في أن الموقف لا يحتمل المواربة، وأن بعض العامة قد لا يفهم مقالي ويأخذه على ظاهره، وأن بعض أصحاب ذلك الفكر المنحرف قد يتخذونه ذريعة…

وهؤلاء أجبتهم أن على الجميع اليوم أن يصحو ويفهم ولا وجود لعامة وخاصة، وأن الكلام بلسان الآخرين وتقمص أصواتهم قد يكون أبلغ من نقدهم من الخارج. وأنا كاتب قصة ورواية ولي القدرة على شتى فنون التقمص. وطبيعي أن ذلك الفكر لا يمثلي بل هو ضد فكري تماما.

هنالك من فهم المقصود، وأدرك أن اللغة مخادعة وأن النص يحتوي على معان خفية عكس ظاهرها، وأن المقال تجسيد لفكر متعفن فاسد حاقد وكلام بألسنة الذين لم يبق لهم إلا أن يقولوا يزيد عليه السلام لفرط عشقهم وولائهم له، ويقدمون كل التبريرات لقتله لابن بنت رسول الله.

وهنالك من استفزه الأمر فبادر إلى لعني وشتمي وأني محشور مع “سيدي يزيد”، وبعضهم عبر عن صدمته، والبعض بلغ به الحد لكلام قبيح فاسد لا يليق.

والمستفاد من هؤلاء ألخصه في نقاط:

*أنصار قضية الحق يكتفون بالصمت، فإن تكلم من يريد نصرة الحق خذلوه أو صمتوا. وإن تكلم من يريد هدم الحق سكتوا عنه، وإن استفزهم هاجموه بالشتيمة ثم ناموا.

*نحن لا نقرأ، نكتفي بالقشور، نقرأ العنوان، لا نحلل، ولو حلل عاقل مقالي ونظر في أسلوبه ومعطياته لفهم أنه فضح دقيق للحقد والكذب والتبريرات الكاذبة لجريمة لم يشهد التاريخ لها مثيلا كانت ضد النبي نفسه وضد الإمام علي وضد الإسلام الحق بل ضد الله وكل ذلك في مقتل الإمام الحسين وآله وسبي الشريفات بنات النبي. وأن للأمر علاقة كذلك بالإمام المهدي وأن الرغبة كانت في الإبادة الكاملة وأن الخوف والحقد مستمران إلى الآن.

*ننفعل، وتخدعنا الكلمات، وكما أن قولي سيدنا يزيد عليه السلام جلب لي السب والشتم لمن لم يفهم لماذا وضعت تلك الصورة تحديدا ومعانيها ولم يحلل النص ولم يقرأ المقال ولم يفكك محتواه ولم يدرك مقاصده، فإن من يقول لبيك يا حسين سيصطف حوله الكثيرون، تماما كمن يقول “تكبير” وسط جمع من الشباب السلفي المتحمس.

ولكن كم قائل لبيك يا حسين والحسين من براء، وكم قائل مدد يا شيخ عبد القادر والشيخ عبد القادر منه براء، وكم من مكبّر وهاتف الله أكبر وهو صهيوني كافر بالله ورسوله، وكل ذلك من أجل الاستدراج، ومن أجل الكسب والتجارة، بعضهم تاجر بدماء آل البيت ودم الإمام الحسين، وبعضهم تاجر بدماء الصالحين، وبعضهم تاجر بالإسلام وبراية الجهاد وبالتكبير في ميادين التكفير.

بقي قسم آخر وهم الذين قالوا لي: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأني انشر الكراهية. ولكن هؤلاء أجيبهم في المقال القادم بعد هذا مباشرة.

وإن الكلام عن الإمام الحسين وعن أخيه وأبيه وآل البيت باب لانقلاب الكثيرين عليك، ولهجرهم لك، ولارتباكهم وترديدهم أن الفتنة نائمة، وأنها أمة قد خلت، ولو تكلمنا عن فضائل أسيادهم لقالوا هم السلف الصالح ويجب ان نذكرهم ونكثر من ذكرهم. ولكن دع عليا وبنيه فقد تركناهم للشيعة، أترضى على نفسك أن تتهم بالتشيع وتفقد كل شيء.

وإن ذلك لمن مرض القلب وسقم النفس والجبن المستحكم.

كما أن القول بأن مسألة كربلاء مسألة من الماضي، نوع من النصب الخفي، أو الجهل المقيت. فكربلاء ميزان للأحرار وفرقان بين الحق والباطل. وهي تعني كل مؤمن شهد لله بالألوهية ولنبيه بالرسالة.

وإن بعضهم يلتزم الصمت خوفا، لأن بطش يزيد ومن خلَفه إلى اليوم بطش في قلوبهم شديد، وليس فيهم رجل رشيد. فيزيد يتجاوز شخص الفاجر الذي قتل خير الناس وابن خير الناس، بل هي منظومة من الحكم والمال والكراهية المقيتة لمحمد وآله مستترة بالفقه والأحاديث وترتدي رداء أهل السنة والجماعة وتدعي الخوف على الأمة من الفتنة والامة غارقة فيها وكل عام بل كل يوم تغرق أكثر.

للذين استغربوا محتوى مقالي، هذه عينة بسيطة (مؤدبة) لمن أشرب في قلوبهم عجل يزيد، وأبغضوا النبي وآله وإن لم يعلنوا ذلك وقال قائلهم: سيدنا يزيد قتل الحسين رضي الله عنه وكان الحسين ظالما وكان يزيد رجلا صالحا ومعه الشرعية. 

تجدون بعض هذا حرفيا في الفيديو، وهي كما قلت عينة، نموذج لمرض أقوى من كورونا، مرض عشش في الأمة وسبب تخلفها ودمارها، وحال بينها وبين رسولها، وحجبها عن ربها، وألقى بها في التخلف والجهل والجاهلية، إلا من رحم الله، وقليل ما هم.

ولكن موعدهم الصبح، إن الصبح لقريب.