النكسة وولادة التطبيع

2 دقائق للقراءة

بحث يشغلني منذ فترة، تابعت بسببه عددا كبيرا من الوثائق المصورة والتسجيلات وبعض الأعمال الدرامية، إضافة للمطالعة، للإجابة عن سؤال خطير: لماذا انهزم العرب (مصر سوريا والأردن) في حرب 67 ضد العدو الصهيوني!
هل لقوة الجيش الاسرائيلي، أم لضعف كفاءة المشير عبد الحكيم عامر وقراراته الخاطئة التي حمله بموجبها عبد الناصر مسؤولية الهزيمة، وانتهى الأمر بانتحار المشير.
ام هنالك شيء غامض شبيه بالخيانة كما اشار الفريق سعد الدين الشاذلي في برنامج شاهد على العصر.
وما الذي خلفته تلك الهزيمة عسكريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.
ثم كيف مات عبد الناصر، مسموما كما ذكر حسنين هيكل!
وكيف تم تحويل انتصار حرب اكتوبر 73 الى كامب ديفيد سنة 78 التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم ييغن برعاية الرئيس الامريكي جيمي كارتر.
وبداية التطبيع بشكل رسمي ومستمر ضمن عمل مخابراتي واعلامي وثقافي صهيوني متقن وصولا لليوم وللموجة الثانية مع صفقة القرن.
وما الأسباب العميقة لزيارة السادات لاسرائيل سنة 77 ثم اغتياله سنة 81.
وهل اغتالوه لأن مهمته انتهت، ام لوجود حرب داخلية ضده خاصة وأنه أزاح قيادات مهمة فيما سمي بثورة التصحيح سنة 71 ومن بينهم وزير الدفاع محمد فوزي ومدير المخابرات أحمد كامل.
وكيف كانت حرب الجواسيس (جون دارلينغ وفضيحة لافون، ايلي كوهين واختراق عميق في سوريا ثم اكتشافه واعدامه، ورفعة الجمال 《رأفت الهجان》 وعمله في تل ابيب لصالح المخابرات المصرية).
وهل حقا تم اختراق دولة الصهاينة؟
ام أن اختراقهم للدول العربية كان اكبر بمساعدة انظمة عربية وطابور من العملاء والخونة. ليسبب ذلك هزيمة 67 والتطبيع بداية من كامب ديفيد.

إن الإجابة عن هذه الأسئلة ستحدد وبدقة طبيعة المراحل الموالية، وستفسر ما يدور اليوم، وما يُراد مستقبلا.
** ** ****
الصورة للسادات وبيغن وكارتر في كامبد ديفيد بالولايات المتحدة اثناء توقيع ما سمي اتفاقية السلام وأخذا عليها جائزة نوبل.