اللهم احجبني عن اعدائك، وأظهرني لأوليائك، ونعمني بآلائك، واكنفني بكبريائك.
واجعل في قلوبك أعدائك كرهي ومهابتي، وفي قلوب أوليائك ودّي ومحبتي.
حتى لا يحبني لك عدو، ولا يكرهني لك وليّ.
فحب أعدائك ممقوت عندك، وكره أوليائك ممقوت لديك.
فلا يحب أعداؤُك إلا من كان منهم،
ولا يحب أولياؤك إلا من أخذ عنهم.

فلا تجعل عُبيدك مُبغضا محجوبا، ومُبعدا مسلوبا.
واجعله عندك محبوبا، ومن حضرتك مطلوبا.
يا من يهب الوصل، ويعفو عن نقي الأصل.
اجعلني ممن سبقت لهم منك الحسنى، ولا تجعلني ممن حقت عليهم كلمة العذاب.
فإني لا أطيق عتابك، فكيف أطيق عذابك.
ولا اتحمل هجرك، فكيف أحتمل عقابك.
أنت الذي يعلم ما في قلبي، ويعلم ما كان بيني وبينه قبل “ألست بربكم”، وقبل نطفة الطين، ويعلم ما أصابني من بلوى وما صدر عني من شكوى منذ أنزل حديدي في تربة الصديد.
فاجعلني اللهم شاكرا للنعمة، مشرّفا بدوام الخدمة.
ساجدا لك سجود القرب، خاضعا لك خضوع الحب.
راغبا إليك، متوكلا عليك.
غير ملتفت ولا مخذول.
واجعل في قلبي ينابيع العلم، وفي عقلي بوارق الفهم، وفي صدري أنهار الحكمة، وفي نفسي الذل بين يديك يا واسع الرحمة.
وانزع مني كل ما تكره، وابق فيّ كل ما تحب.
ومتعني بنظر القلب لوجهك الكريم، وقدرة الجسم على عبادتك وطاعتك وخدمتك يا عظيم.
أنت الذي خلقتني ورزقتني وآتيتني من كل خير، وأنجيتني من كل ضر وشر وضير.
يا من كتب المسيرة وقدّر السير، وسبّحه بحمده الرعد والريح والسمك والطير.
يا من لا يذر أحبابه لكيد الغَير.
أنت الذي أدهشني عطاؤه، وشملتني نعمه وآلاؤه.
واكتنفني بفضله وأمره أولياؤه.
فأحسنوا تأديبي، وأتقنوا تهذيبي.
ألهمني من عبادتك ما يليق بعظيم ذاتك، ومن شكرك ما يليق بعظيم فضلك.
وصل اللهم على حبيبك وحبيبي، معدن الطيب، وعون الغريب.
وعلى آله أحَيباب قلبي، وشموس حبك الذين أشرق بهم حبي، وأنار بهم دربي، ورضي مولاي وربي.