تحية من وإلى المفكر د. محمد عيسى داوود

عالم من أفذاذ علماء أمة نبي الرحمة والعلم والحكمة، يحمل في طيات اسمه سر اسمي نبيين، ويتكلم عن وارث لهما، وهو فيما تابعت من أعلم من تكلم في هذا إن لم يكن أعلمهم في وقتنا. ويضاف إلى ذلك سر اسم نبي ثالث ليكون له لقبا، فيحوي اسمه أسرار أسماء ثلاثة أنبياء يمثلون ثلاثة ديانات.
خصّه الله بفهم وفتح عليه فتوحا، ألف كتبا قاربت الستين كتابا، وينكب على موسوعة كبيرة منذ عشر سنين. وهو من ذرية النبي وعاشق لآل بيته، محب لأصحابه، مجلّ للصالحين، داع للإسلام المحمدي النقي الذي يُجاوز خطوط المذهبية ليكون ألفة بين من شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
مدافع عن القدس قوي في رفض الصهيونية، فان في محبة أرض النيل والبركات والرحمات صاحبة الأسرار النبوية والعلوم الإدريسية مصر التي يدخلها أهل الله آمنين ويخرجون منها آمنين.
أبهر بحلقات برنامج حاوره فيها من حمل اسمه ذات سر اسمه بين سر اسم سيدنا محمد وسر اسم سيدنا عيسى، ولكن مفكرنا اتصل لقبه بنبي الله داوود، واتصل لقب محاوره البارع باسم أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم.
سافر خارج حدود الفهم العادي، وتحدّى الأدعياء وأصحاب الأراجيف، ونوّه بعلماء الأمة النزهاء العقلاء سنة وشيعة، وتكلم عن الدجال والأطباق الطائرة وأسرار كثيرة كان تاجها الكلام عن الإمام المهدي عليه السلام، وعن مسائل تتعلق به نبعت من عمق اطلاع على السنة النبوية ومن نهل من علوم أئمة أهل البيت مع لطائف ترد لقلوب العارفين وفتوحات يفتح الله بها على من يشاء.
تواصلت معه فوجدت أن السر موصول وأن القلب بالقلب متصل قبل تواصل الوعي بالوعي وتعارف الإدراك بالإدراك، ذلك أن الروح تعرف الروح، وأن الدم واحد والسر واحد، ويعلم أني سكنت مصر عامين وسكنتني بقية العمر، وأعلم عن حبه لبلاد الزيتونة الخضراء، ونعلم أن للبلدين أسرارا عظيمة في الماضي وكذا في قادم. وهذا مما تكلم عنه إشاريا الكثير من الصالحين والعارفين، ولمن شاء أن يقرأ قصيدة ابن عربي عن تونس، أو كلام السيد البدوي عن أرض الكنانة.
ولقد شرّفني اخي المفكر الكبير الدكتور محمد عيسى داوود بأن ذكرني في آخر حلقات الموسم الثاني من برنامجه العميق والخطير والمهم “خارج الحدود”. فجزاه الله خيرا أن قال كلمة هي أكبر مني، فلست والله إلا خادم لمحمد وآله وللصالحين، محمدي مهدوي موقن يقينا راسخا أن الأمر قريب. وأرجو أن أكون تراب قدمي قائم آل محمد عليه وعليهم السلام.
كما أشكر الإعلامي المتميز محمد عيسى إبراهيم المحاور البارع الذي أبدع بأسئلته في إظهار شيء من كنوز معرفة السيد محمد عيسى داوود.
ويعلم الله أني محب لكل من يدعو إلى وحدة أمة الإسلام، ويبشر الناس بفتح قريب، ومحب لكل من يبين للناس حقيقة الجمال المحمدي، والكمال المحمدي، ونقاء الدعوة المحمدية، وأن الفجر الموعود القادم فجر لكل صالح في بني الإنسان، وأن الويل والثبور لكل فاجر ومدع ومجرم ممن ختم الله على قلبه من ذرية أبينا آدم.
وأدعو كل أحبتي إلى متابعة الدكتور محمد عيسى داوود والنظر العلمي والمعرفي فيما يقول، ومن وجد أمرا يعسر عليه فهمه أو تقبّله فليعلم أن طبيعة الفكر التمايز وطبيعة الذوق الاختلاف، وأنه إن لم يفز بكل الكنوز فيكفيها منها جوهرة واحد أو جوهرتان لعل ذلك يرقي فهمه ويحفز وعيه لإدراك ما يدور في العالم بين أمر رباني سيكون مذهلا لكل سكان المعمورة بإمام سوف يفاجئ الله به كل البشر وسيكون فوق ما يعلم كل عالم عنه مهما بلغ علمه، وبين مكر شياطين البشر الذين يؤزهم شياطين الجن وهم موقنون أن الأمر حق وأن الوعد حق وأن الأجل قريب وأن الموعد آن وما هي إلا واحدة كلمح بالبصر.