موقف تونسي مشرف

< 1 دقيقة للقراءة

الحياة مواقف، والرجال مواقف، ورب موقف ينوب عن أمة بأكملها.
هذا المشهد الذي تم في قصر قرطاج، مشهد لوخز الضمير العالمي، في مأساة بلغت حدا يفوق الوصف، حتى اصبح الطفل يستف الرمل من فرط الجوع.
إن ما فعله رئيس الجمهورية وهو يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، فيه شجاعة حقيقية، وموقف نعتز به كتونسيين، ويشرف كل عربي ومسلم، وكل إنسان حر.
وإن هي إلا كلمة حق، أيا كان أثرها وما ينجر عنها، والثمن الذي سينتج بعدها، ولكنها كلمة، وموقف، للتاريخ.

تونس لم تتخلّ يوما عن القضية الفلسطينية، والشعب التونسي قدم الشهداء منذ النكبة، فقد تطوع ما يزيد عن ألفي مقاوم تونسي ضد الاستعمار (الفلاقة) للقتال في فلسطين سنة 48، وعلى رأسهم قائدهم لزهر الشرايطي.

وعموما، لقد رأى العالم كله هذا المشهد، وشهد عليه شاهد من أهل ترامب، ويكفي أن الصمت والخوف لم يسيطرا على موقف الرئاسة التونسية، بعيدا عن الجدل السياسي والآراء المتناقضة التي لا ينتهي جدلها.

أنا كتونسي أعتز بهذا، حتى وإن استمرت المأساة في غزة، والتي لا نملك القدرة على إنهائها، لكن نملك الشجاعة على وصفها على الأقل.

تحيا تونس والنصر لفلسطين والحياة لغزة وأهلها.