رسالة إلى كل من يحاربني

3 دقائق للقراءة

أنا لم اقل لاحد اني ملاك.
بل شياطيني كثيرة، اصارعها وتصارعني.
وانا في ذلك انسان: مخلوق من ضعف، ممدود بالقوة.
ولم أقل لأحد أني نبي، فاتبعوني، او أني ولي كامل، وإمام معصوم.
لكني:” معلم”!
عن استحقاق وجدارة وتمكين.
وببرهان يعلو، ودليل يظهر، وحجة تقهر.
حتى إن كذبتم، او جحدتم.
دربت جسدي طويلا، تألمت كثيرا.
تغربت بعيدا، ومشيت وحيدا.
واحترقت ألف مرة، بالعشق، والخيبة، والفقر، والجوع، والظلم، والقهر، والوحشة.
وكنتم حينها نائمين، مخلدين للأرض، لا ترون إلا أوهامكم.
واليوم اكتمل البناء وبلغ الرجل اشده واستوى، وآتاه مولاه الحكمة وفصل الخطاب، وعلمه من لدنه علما، فتكلّم، وعلّم.
وجعل الله له في آفاق الأرض محبين وتلاميذ، مريدين لبرهان العلم، طلبة لنور الفهم.
من كل المستويات الفكرية، والطوائف المذهبية، ومن جميع مدارس الفكر، وكل الألوان والجنسيات، بخطاب إنساني جامع، وتسامح ومحبة، وقبول للاختلاف.
وليس هذا ادعاء!
ها هم أمامكم، مشاركاتهم في دروسنا، وصورنا معهم، وشهادتهم لنا.
وكان الأَوْلى ان يكون ذلك لكم فخرا، وعندكم ذخرا.
لكن مرضت قلوبكم، وطغت ذنوبكم.
واستبدلتم تهكمكم بنا أول الطريق، ثم تشكيكم وتآمركم، بنفاق الجبناء، ومحاولات البؤساء، لإيقاف ما لا يمكنكم إيقافه، ومنع ما لا تستطيعون منعه.
ثم ها نحن نغزوا القلوب والعقول، بروية، وهدوء، وطيبة، وغزارة علم وابداع، رافعين راية الوطن حيثما حللنا، وقد جٌبنا عددا كبيرا من دول العالم، نلتقي رؤساءها، وقادتها، وعلماءها، نحاضر معهم، ونشرّف الوطن.
ولم نجبن حين طغت الكلاب، وضرب الإرهاب، بل شهدت لنا منابر الإعلام، وشهد الشرفاء في أمننا وجيشنا على معدن الرجل، وعلى معين العالم، وعلى خبرة الخبير ودقة المستشرف وقوة المفكر.
كما شهدت المساجد على علمنا بالدين وراثة عن جدنا رسول الله، فصاحة وتمكنا وبلاغة وعمقا.
وشهدت القصائد والأغاني عن مبدع يكتب بما لا يخطر على بال أحد منكم.
وشهد معلمو فنون الدفاع وخبراء الروحانية عما نتج من عناء التدريب، وعما نُسج من دمج الأسرار في بوتقة الأنوار، قوة وقدرات فوق تصوركم.
فهل وجدتم أني سرقت مالا ونهبت دولتي وسطوت على حق شعبي، او خنت امانة العلم ونطقت بغير الحق، ونافقت لأجل مصلحة، وداهنت لأجل منفعة؟!
جريمتي أنكم لا تفهمونني؟
ام جريمتي أني مبدع وأنتم في ضحالة وعقم وضآلة..
أم جريمتي أني ارفع راية بلاد تريدون دوسها بأقدام أسيادكم!؟
أم جريمتي أني جمعت علوما وفهوما لا تفهمون كيف جمعتها، وأتيت بمعارف لا تدركون من أين أتيت بها!!
ولنقل أني ساحر كما تدعون، وعندي من الجن حليف كما تهمسون، سابقى اعلم منكم، أقوى منكم، أفضل منكم، أغنى خلق الله عنكم.
ولن اخون بلادي، ولن أكون ضد مصلحتها، ولن أخون أمانتي، ولن اصمت.
ولن يتوقف طوفاني حتى يقتلع أشجار الزيف، ويحطم أوهام الكيف.
فافعلوا ما تستطيعون، وامكروا ما تقدرون.
فالشرفاء في بلادي يعرفونني، ويقفون معي، حتى إن لم يخبروني.
هم كما هم، أحرار وحرائر، لا ينطلي عليهم كذبكم، ولا يصدقون أراجيفكم.
وهم في كل مكان…
في أمننا البطل، وجيشنا الشجاع.
اركان الدولة وحكمها، في أهل العلم والإعلام والفكر والديانة، وحتى في البسطاء من الناس.
وهم في العالم ممن التقينا وممن بلغهم أمرنا ووصلتهم رسالتنا فصدّقت قلوبهم، وصدَقت ألسنتهم.
ولسوف نبني المنارة، ونحقق البشارة، ونرفع الراية، ونبلغ الغاية، ونظهر في الكونين الآية.
مددا بالله، وفضلا من الله، وجاها لكل ذي جاه.
فاجمعوا كيدكم، فلست والله أبالي بأمري، ولا ارى إلا أني بشر كثير ذنوب، جم عيوب.
لكن روحي من أرواح الأولين، وقلبي من قلوب الصدّيقين، وحالي من نفحة الصالحين، ونسبي حق إلى سيد المرسلين.
ووالله لتنكسرن رماحكم كما انكسرت رماح من كان قبلكم، وليرغمن الله انوفكم كما أرغم انوف من سبقكم، ولينصرن الله من ينصره.
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰ⁠فِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّانࣲ كَفُورٍ﴾ [الحج ٣٨]
#مازن_الشريف_كلمة_وبيان
#ردها_علي_إن_استطعت
#ضربة_حمزوية_حيدرية
#المنارة_شجاعة_وموقف