يا شَمْعَهْ (شعر شعبي)

2 دقائق للقراءة

بين الشمعَة والعشاق ألف حكاية، ولها في موروث كل الشعوب مكانة، إنها رمز الإلهام، والعشق، والصفاء الروحاني، ورمز المبدع، والعاشق الذي يذوب لينير درب المحبوب، ويفنى لتخلد قصته.
هذه القصيدة حوار بيني وبين الشمعَهْ، التي رافقتني ليال طويلة ذبنا فيها معا.

غير اُرقصي وما تخالفي يا شَمْعَهْ
مِثْلك أنا عندي لِهيبْ ودمْعَهْ

***
غير اُرقصي ما تْخافِي
يـا اللي رْيافِكْ في مْثيل أريافِي
مِذْبال هافِي الموج غَمْ ضْفافِي
واِنت رقيت لعلو راس الصُّمعَهْ
لا حُضن دافِي لا حبيب يـوافِي
سْكَنْ دايْ خافِي تحت رابع ضُلْعَهْ
***
لو داكْ ماثل دايا
احْكِي الـحكاية وما تْزيد شقايَ
رغم الـشقا والـموجـعَهْ ضـوَّايةْ
والضَّيْ هدَّمْني مثيـل الـقلعَهْ
وكي يذوب جسمي وما اِنّال الغايَةْ
يخلد هوايَ ولـو نْموت بْسُرعَهْ
***
ما تخالفي لو ذُبتِ
ومهمـا تعبت على الـضيا حـاربتِ
ماذا حكيت عن الهوى وكتبْتِ
يـا شمعَهْ الـعُشَّـاق زيدي اللَّمعَهْ
مهما اِنحرقت الشوق مـا جرَّبْتِ
وكل مِنْ يْذُوقه يْموت فاَوَّل جُرعَهْ

***
من قال مثلي ذاقَهْ
شوق الـضيا للبدر بعد فْراقَهْ
بصدق الـشمـوع بكلها عَشّـاقَهْ
رغم الـزمن حطَّم هوانا قُمعَهْ
مع العشق عل طول الزمان رفاقَهْ
واللي يلوم القلب مِنْهو لْسِمْعَهْ
***
مهما قوي تكْديرِكْ
ومهما عشقتِ وما وْفاشْ عْشيركْ
إنت الوفا واَبيض نظيف ضميرك
واِنت بطولات الشَّرفْ مُجْتمعَهْ
ليـك الألـم والـنُّور مِلْك لغِيرِكْ
تْضحِّي دموعك ضاوية مُلتمعَهْ

***

صهْد الهوى مكتوبْ
واللي اِنصهد بالعشق كيف يتوبْ
عمري رهنته فداك يـا محبوبْ
ورغم اللظى لـقصـايدك مستمعَهْ
قلب لْعشق مثل الـشَّمع يـذوبْ
يهدي الـحيا للولف جُمعَة بْجُمعَهْ

***

يا شمعتي الوقَّـادَهْ
في ليل شوقي وظلمته وسوادَهْ
لو كان عندي على الـمشاعر رادَهْ
ولو كان نحكم في الغرام وشرعَهْ
نحرم على قلبي الهوى واَنكادَهْ
بـيّ تمادى كسَر بابـي خُلعَهْ

***

لو ليعتك كِي نارِي
ولو كان غارق في الهوى وتدارِي
شوف حالتي واَفهمْ غميق أسرارِي
وما تكون ماللي قلوبهم مُنْخَدعَهْ
يحبو السفينة ومـا يطيقو الـصَّارِي
لـعب الذَّراري لـْمَـا يطفُّو وَلعَهْ

***

لعب الذَّراري ولهوَهْ
ذْراوينْ ما يقدُّو ركوب الصَّهوَهْ
كان التَّهاوي والحسد واللهوَهْ
ورمي الدَّعاوي على نظيف السُّمعَهْ
القلب يجري ورا سراب الشهوَهْ
و اِبليس في سـايـر جسدهم يرْعَى

***

الفرسان مهما يقلُّو
ومهـمـا الليـالـي يظـلِّمو ويعِلُّو
ومهما أفراحك في السما يتعلُّو
يخلّوك وسط الـقهر تشكي قَمعَهْ
إيّـاك تيأس والـعيـون يذلُّو
ولا تخـادعك أوهـام عصر السُّرعَهْ

***

يا شمعتي غير قيدِي
مثلك نقيـد ودمعتي من ريدِي
تليَّعتْ والـمَكْتُوب مـا هو بيدِي
تْمَزِّق وريدي الدهر قلبي خدعَهْ
وفي الليل نِكْتب بالدُّموع قصِيدِي
مازن شريف الأصل غالي دمعَهْ

***

غير اُرقصي وما تخالفي يا شَمْعَهْ
مِثْلك أنا عندي لِهيبْ ودمْعَهْ

جوان 2006