2 دقائق للقراءة
ما كُلُّ مَن ذاقَ الصَّبابَةَ مُغرَمٌ
مَن لَم يَذُق طَعمَ المَحبَّةِ ما مَرِسْ
والتي اشتهرت في القدود الحلبية خاصة بصوت الرائع أديب الدايخ.
نَبضي تَباطَأَ فِيَّ وانقَطَعَ النَّفَسْ
لَمّا رَأَيتُها وَالفُؤادُ لَها هَمَسْ
روحٌ شَفيفٌ في تَجَسُّدٍ فاتِنٍ
يَسبي إذا يَـمشي وَيَقتُلْ إن جَلَسْ
وغَدوتُ كَالطَّيرِ الأَسيرِ إذا اشتَكى
أَبكي عَلى فَنَنٍ وَقَلبُكَ ما أَحَسْ
يا زَهرَةَ الرَّيحانِ يا كُلَّ المُنى
ماءُ الصَّبابَةِ مِنكَ يا رُوحي انبَجَسْ
عَيناكِ أَكوانٌ أَضيعُ بِعَُمقِها
وَالشَّعرُ لَيلٌ قَد تَثاءَبَ في الغَلَسْ
سُفُنٌ عَلى خَدَّيكِ تَبحَرُ مِن دَمي
وأَحارُ في سُفُنٍ تَسيرُ عَلى اليَبَسْ
وَلَكِ ابتِسامَةُ زَهرَةٍ يا لَهوَفَتي
مِن زَهرَةٍ ما لامَسَتها يَدُ الدَّنَسْ
والقَدُّ إِذ يَـمشي تَسيرُ قَوافِلي
خَلفَ الجَحافِلِ وَالعَساكِرِ وَالعَسَسْ
وَإذا نَطَقتِ فَإِنَّ لَفظَكِ آسِرٌ
يا ساحِرًا يَسبي القُلوبَ إذا نَبَسْ
وَإذا التَبَسَّمَ ضاءَ صاحَ مُتَيَّمٌ
يا لَيتَ مَن أَبدى التَّبَسُّمَ قَد عَبَسْ
أَنّى ابتَسَمتِ أَوِ التَفَتِّ بِنَظرَةٍ
يُغشى عَلى المُشتاقِ مِن فَرقِ الهَلَسْ
فَالوَجدُ شَتَّتَ بِالغَرامِ خَواطِري
وَالشَّوقُ أَصبَحَ كَالجُنونِ وَكَالهَوَسْ
وَإذا الرُّموشُ رَمَت بِسَهمِ جَمالِها
صارَ المُتَيَّمُ مِثلَ رَبعٍ قَد دَرَسْ
والقَلبُ في نَظَراتِ عَينِكِ تائِهٌ
قَرأَ المَحَبَّةَ في كِتابِها قَد دَرَسْ
كَلِماتُنا الأَحلى يُطَوِّقُها الأَسَى
فَنَقولُ عَذبَ الشِّعرِ لَكِن لا نَمَسْ
تِلكَ القَريبَةُ مِثلَ حَرفِ قَصيدَتي
تِلكَ البَعيدَةُ خَلفَ آلافِ الحَرَسْ
تِلكَ الشَّقِيَّةُ وَالنَّقِيَّةُ إن بَدا
مِنها الجَمالُ يَصيحُ نَبضُ القَلبِ: بَسْ
ويُعَنُّ في طَيِّ المَشاعِرِ مَسمَعٌ
مَوّالُ بَوحٍ لَيسَ يُسكِتُهُ الخَرَسْ
“قَرَأت سُعادٌ بِضِدٍّ ما أَقرأُ أَنا
أَقرأُ أَلم نَشرَحْ فَتَقرأُ لي عَبَسْ”
يَكفي فَدَيتُكِ قَد تَعِبتُ وَهَدَّني
هَذا الهَوى وَتَعِبتُ مِن دَقِّ الجَرَسْ
يا مُهرَةً أَزرى بِفارِسِها الرَّدى
وَالمَوتُ يُعذَرُ لو نَظَرتِ إِلى الفَرَسْ
المدينةُ المُنَوَّرَة
٢١ فِيفري ٢٠١٩ – ١٨:١٤