مَا أَنْتِ (من ديوان أغاني عشقيار، مطبوع)

2 دقائق للقراءة

ما أنتِ
هل أنت حرف من الحب تاهْ
أم أنت سرّ طواهُ الالهْ
أم أنت ضوء ووحده قلبي يراهْ
ما أنت
هل أنت روح تمرّ كطيْفْ
أم أنت زهر من الحب
في جفن سيفْ

أم أنت نفح من العشق يستل قلبي
وأحتار كيفْ
أم أنت غيم من الطل والفل في جرح صيفْ
وما أنت
هل أنت رقص على نغَمٍ من ضياء القمرْ
أم أنت ريح تمشّطُ بالشِعر شَعْر الشّجرْ
أم أنت لحن تمادى به البوح
في أمنيات الوترْ
أم أنت ماء تفجّر في الصلد
فجّر موت الحجرْ

أم أنت سر من الله لقّاهُ للروح
كي يستنير البشرْ
وما أنت
هل أنت إلا الهوى والنوى والجوى والسفرْ
وهل أنت إلا الرحيل الطويل
وسر طواه الالهُ
بغيب القدرْ
وما أنت
هل أنت الا المواويل غنّت وحنّت
على مقلة الشوق
حين استعرْ
وأنت التباريحُ
والريحُ
عزفُ الليالي على الأغنيات
ودمعُ المطرْ
وما أنت
هل أنت سحر تعلمه القلب في الليل سرَّا
أم أنت جيش من العشق
يغزو سويعاتَ عمريَ بحرا وبرّا
أم أنت قيد من الحب يسبي الفؤاد
ليختال حُرَّا

وما أنت
هل أنت إلا العذابَ يعذِّبُ جفني
ويعذُبُ إن كان مُرّا
وهل أنت إلا المواعيد تمضي
بكلي وبعضي
ونار من الشوق تزداد حَرَّا
وما أنت
لاشيء يصمد حين تجيئين
قلبي ودمعي
جفني وسمعي
وقد علت صبْرا
وصارت دمائيَ للشعر حبْرَا
فيا فتنة الحبِّ
كالحب كُبرى
ما أنت
هل أنت شمس تعانق بالضوء ظلي الظليلْ
أم أنت سيف الغرام الذي ليس يعذر
موت القتيلْ
وهل أنت إلا الكثير الذي ليس يرضى القليلَ
ويمنح بعض القليلْ
وأنت التباريحُ
والريحُ
ألغت مواعيدها للرحيلْ
وأنت الخطى ضيعتها الدروبْ
طيور الشمال التي في دموعي
تهاجر صوب الجنوبْ
وأنت ابتسامة قلبي
كزهر من الثلج…في كأس نار
يذوبْ
وما أنت
هل أنت إلا الغضى واللظى واللهبْ
وآهات قلب يحبك حد التعبْ

وما أنتِ
هل أنت الا المسا والأسى والطربْ
وأوطان قلبي إذا ما اغتربْ
وهل أنت غيرَ الذي في دمي إذ نزفْ
وناي من العشق
في دمع عيني
عزفْ
وكف من البعد من بعد عينيك يقسو
ويحطِم قلبي
كآنية من خزفْ

وما أنت
هل أنت إلا الصدى..والندى..والمدى..يبتعدْ
وفجر لميعاده يستعِدْ
وهل أنت إلا التباريحَ بالقلب كم تستبدْ
وما أنت
هل أنت إلا البعيدَ الذي تاه خطو الهوى في مداهْ
وما بين دمع وشمع وآه
أضيع أيام عمري بخيط السراب الذي لا أراه
وتأتين/ تمضين
سرا طواه الالهْ

فما أنت
لا لست غير الذي في فؤادي
وبعض من البوح والأمنياتْ
لا لست يا روح قلبي
سوى جنتي في الحياةْ

دمشق
‏26‏/04‏/2010‏ 1:25 ص

منشورات ذات صلة

غزال الجنتين
  رُوَيْدَكَ يا غَزالَ الجَنَّتَيْنِ وَلا تَقْتُلْ مُحِبَّكَ مَرَّتَيْنِ رُوَيْدَكَ لا تَلُمْ قَلْبًا يَهيمُ فَكَمْ يًحْلُو الهُيامُ لِعاشِقَيْنِ وَلا تَهْجُرْ حَبيبَكَ يا حَبيبِي فَلَيْسَ...
< 1 دقيقة للقراءة
هجر الحبيب وصدني
هَجْرُ الحَبيبِ وَصَدْنِي لَمّا أَمِنتُ بِقُرْبِهِ مَا كَانَ يَوْمًا رَدْنِي لَوْ مَا سَكَنْتُ بِقَلْبِهِ أَيُحِبُّنِي وَيَصُدُّنِي مَنْ قَدْ فُتِنْتُ بِحُبِّهِ يَا حُسْنَهُ لَمّا انْثَنَى...
< 1 دقيقة للقراءة
لا….أحبك
أنا “لا”… أُحِبُّكْ. “لا”… أَشْتاقُ إِلَيْكِ وَلَسْتُ… أَحِنُّ عَلَيْكِ فَقَطْ كُنْتُ أَمْزَحُ حِينَ رَأَيْتُ النُّجُومَ عَلَى مُقْلَتَيْكِ وَحِينَ لَمَسْتُ السَّحَابَ بِشَعْرِكِ وَاللَّيْلَ وَالأُمْنِيَاتْ أَنَا...
< 1 دقيقة للقراءة
والسلام
  أَعْطِني نِهايةً أُخْرَى فَهَذِي النِّهايةُ لا تُعْجِبُ أَعْطِني بِدايةً أُخْرَى أَنا في البِدايةِ كَمْ أَرْغَبُ وَهَبْني احتمالاً منَ المُمْكِنِ المُسْتَحِيلْ لِكَيْ تَطْمَئِنَّ المشاعِرُ...
< 1 دقيقة للقراءة
أسمر
  في العِشْقِ لا أَصْبِرُ في البُعْدِ لا أَقْدِرُ وَإِنِّي صَبُورُ الوَرَى وَلِي صَوْلَةٌ تَقْهَرُ وَلَكِنْ أَمَامَ العُيُونِ أَنَا دَائِمًا أَخْسَرُ فَيَا قَاتِلِي بِالجَوَى...
< 1 دقيقة للقراءة
حَيْرَةْ
حَيْرَة تَلُوحُ كَنَجْمٍ فِي خَيَالِي وَتَخْتَفِي وَأَرَاكَ طَيْفًا لَا يَزُولُ وَيَنْتَفِي أَتُرَى أُحِبُّكَ؟ لَسْتُ أَعْرِفُ! رُبَّمَا!! أَوْ رُبَّمَا هِيَ حَيْرَةٌ لَا تَكْتَفِي يَا مَنْ...
< 1 دقيقة للقراءة
في مشهد النور
#في_مشهد_النور إلى قيس بن الملوح، عاشقا أبدي الحضور. وإلى نسيمي، السائر في طريق النور. وإلى العشاق جميعا… نَحنُ فَناءٌ يُعانِقُ فَناءً، يَبحَثُ فيهِ عنِ...
< 1 دقيقة للقراءة
هواك بقلبي
#هواك_بقلبي صباح الخير. للشعراء أحوال وللعشاق أحوال. وحين يكون الشاعر عاشقا، أو العاشق شاعرا، فإن الأحوال تكون أشد. ولربما عبر شاعر عن حال عاشق،...
3 دقائق للقراءة
ليت هندا
صباح الخير من مسقط الرائعة. لا يمكن وصف المشاعر التي قد يشعر بها المرء هنا، بين سكينة المكان، وطمأنينة الوجدان، والألفة مع الخلان. لذلك...
< 1 دقيقة للقراءة
يا مسرج الجمر
صباح الخير من القاهرة. صحوت وأنا أردد شعرا جديدا. لمصر حال مع الأدب والشعر والفكر، يعرفه من زارها، ويدركه من سكنها، ويفهمه من سكنته....
< 1 دقيقة للقراءة