لا شيء يدعو للقلق

هَدِيَّةٌ إِلَيْهِمْ بِلِسَانِ حَالِهِمْ. أَصْحَابُ القَدْرِ الرَّفِيعِ وَالعِزِّ المَنِيعْ. مَدْحًا لِغَايَةِ التَّكَسُّبِ لَا غَيْرْ. وَلَيْتَهُمْ يَجُودُونَ فَهُمْ أَهْلُ الجُودْ، وَسَادَةُ هَذَا الوُجُودْ.

لَا شَيْءَ يَدْعُو لِلْقَلَقْ
كُلُّ الأُمُورِ مُطَمْئِنَةْ
وَالجَوُّ يَعْبَقُ بِالأَلَقْ
وَصَبَاحُنَا كَمَسَائِنَا
نَوْمٌ يُرِيحُ مِنَ الأَرَقْ
سُفُنُ الكِبَارِ مَلَاذُنَا
مَنْ قَالَ يُقَرِّبُنَا الغَرَقْ
وَالأُفُقُ مُتَّسِعٌ لَنَا
وَيَرَاهُ كَارِهُنَا نَفَقْ
خُذْ رَشْفَةً أُخْرَى مِنَ الكَأْسِ المُعَتَّقْ
وَابْتَسِمْ
لَا شَيْءَ يَدْعُو
لِلْقَلَقْ!

مَنْ ذَا تَجَرَّأَ أَنْ يُعَكِّرَ صَفْوَنَا
أَوْ أَنْ يَدُوسَ لَنَا طَرَفْ
هُنَا عِزُّنَا هُنَا مَجْدُنَا
وَهُنَا الرَّفَاهَةُ وَالتَّرَفْ
وَلَئِنْ تَحَدَّانَا العَدُوُّ
لَسَوْفَ نُهْدِيهِ التُّحَفْ
مِنْ مَالِنَا وَحَلَالِنَا
وَلَئِنْ تَهَجَّمَ أَوْ قَصَفْ
أَيَجِيئُنَا وَنَصُدَّهُ
أَيْنَ الشَّهَامَةُ وَالشَّرَفْ!
نَهَبُ الضَّحَايَا لِأَجْلِهِ
نَفْدِيهِ إِذْ أَبْدَى الصَّلَفْ
وَالجُوعُ فِي أَطْفَالِنَا
لَا شَيْءَ يَدْعُو لِلأَسَفْ
وَمَدِينَةٌ صَارَتْ رُكَامًا
نَحْنُ نَشْعُرُ بِالشَّغَفْ
هَذَا العَدُوُّ حَبِيبُنَا
وَقُلُوبُنَا مِثْلُ الخَزَفْ
ضَرْبُ الحَبِيبِ يُلَذُّ فِي
لَيْلٍ تَمَزَّقَ وَاحْتَرَقْ
وَصُرَاخُهُمْ وَعَوِيلُهُمْ
ضَعْ بَعْضَ مِلْحٍ فِي المَرَقْ
وَحِصَارُهُمْ وَدَمَارُهُمْ
انْظُرْ لِرَوْعَةِ ذَا الشَّفَقْ
وَارْقُصْ قَلِيلًا وَابْتَسِمْ
لَا شَيْءَ يَدْعُو لِلْقَلَقْ

اجْلِسْ وَدَعْ هَذَا الغَضَبْ
وَاسْمَعْ لِسَادَاتِ العَرَبْ
فِي غَزَّةَ صُهْيُونُ قَدْ
أَبْدَى الهَزِيمَةَ وَانْسَحَبْ
وَالجُوعُ فِيهِمْ لَيْسَ فِينَا
إِفْكٌ يُرَدِّدُهُ العَجَبْ
أَيَقُولُ قَائِلُهُمْ خَضَعْنَا
وَيُسِيءُ فِي الظَّنِّ الأَدَبْ
رَايَاتُنَا مَرْفُوعَةٌ
وَعُيُونُنَا فِيهَا اللَّهَبْ
المُرْعِبُونَ إِذَا أَتَوْا
المُعْدِمُونَ لِمَنْ نَهَبْ
فَاهْدَأْ قَلِيلًا يَا فَتَى
اشْرَبْ وَدَعْ عَنْكَ العَتَبْ
سَنَنَامُ قَرْنًا آخَرًا
النَّوْمُ أَفْضَلُ لِلْعِنَبْ
وَلَسَوْفَ نُرْضِي غَاصِبًا
فَالذُّلُّ طَبْعُ المُغْتَصَبْ
وَلَسَوْفَ نَصْمُدُ هَا هُنَا
وَلَئِنْ غَدَوْنَا كَاللُّعَبْ
فَصُمُودُنَا فِي ذُلِّنَا
عَيْنُ الفَطَانَةِ وَالأَرَبْ
لَا شَيْءَ يَغْسِلُ خِزْيَنَا
مَاءُ الوُرُودِ مَعَ الحَبَقْ
وَكُؤُوسُ خَمْرٍ بَارِدَةٌ
وَصَبِيَّةٌ تُبْدِي النَّزَقْ
فَاشْرَبْ كَثِيرًا وَابْتَسِمْ
لَا شَيْءَ يَدْعُو لِلْقَلَقْ

سُوسَةُ 10 سِبْتَمْبَر 2025
11:45