قَدْ آنَ أنْ تَقِفِي (من ديوان حروف عاشقة)

< 1 دقيقة للقراءة

يَا مَنْ بَرَى بَدَنِي بالعِشْقِ والشَّغَفِ
في الوَصْلِ تَخْذِلُنِي في الْهَجْرِ أَنـْتَ تَفِي
يَا آسِرًا وعَدتْ عَيْنَاهُ ذَا ولَهٍ
لـَمَّا يَزلْ كلِفًا والْمَوتُ في الْكلَفِ
حَتَّى مَتَى ودَمِي فيِ الأُفْقِ تَنْثُرهُ
نَثْرَ البِحَارِ لِمَا أَلـْقَتْهُ مِنْ صَدَفِ
مَازِلْتُ أَذْكُرهُ والنَّفْسُ ذَائِبَةٌ
في مُرهَفٍ حَسَنٍ ميَّاسُ ذُو هَيَفِ
حتَّى فَنِيتُ ولَمْ يَرْحَمْ أَخَا تَيَمٍ
وغَدَوْتُ مِنْ أَسَفٍ أَمْشِي إِلَى أَسَفِ
وبَقِيتُ مُرْتَحِلاً بِالحُزْنِ مُكْتَحِلاً
مَنْ لَمْ يَجِدْ أَملاً يَمْضِي بِلاَ هَدَفِ
مَا كَانَ أَجـْمـَلَهُ لَمَّا وهَبْتُ لَهُ
رُوحِي لِيَمْنَحهَا عِشْقًا بِلاَ تَلَفِ
فَأَباحَ جَوْهَرهَا للشَّوْقِ يَعْصِرُهَا
والعِشْقُ يَكْسِرُهَا كالصَّخْرِ للْخَزَفِ
قَدْ حَنَّ لِي وَلهُ حُلْمٌ لَهُ وَلهُ
أَفْتَى فأوّلَهُ أَضْغَاثَ ذِي خَرَفِ
فيِ الحُسْنِ يُوسُفُهُ لاَ شَيْءَ يُؤْسِفُهُ
طَرْفي يُعذِّبـُهُ فالوَجْدُ مِنْ طَرَفِي
هَذَا الَّذِي صَدقَتْ عَيْنَاهُ في مِزَقِي
يَخْتَالُ في أَرقِي وَيُمِيتُ بالرَّهَفِ
ويَمِيسُ في خَدَرٍ خَمْرًا لِذِي نَظرٍ
ويَلُومُ في حَذَرٍ إِنْ صِحْتُ وَا لَهَفي
حَتَّى مَتَى وأنَا بَوْحٌ بِلاَ لُغَةٍ
وقَصِيدَةٌ صُلِبَتْ دَهْرًا عَلى الأَلِفِ
حَتَّى مَتَى ودَمِي قُرْبَانُ نَظْرَتِهِ
يا صَبْوةً غلَبتْ قَدْ آنَ أَنْ تَقِفِي

سوسة ‏21‏-04‏-2017‏ 23:19:51