في مقام الوسيلة

اكرم به فرحا وأكرم موعدَا
لو أنني افنى وأبعث ساجدَا
والنور من حولي يحفني سيدي
ويفوح مني المسك يعبق في المدى
وملائك الرحمن أجمل من أرى
فتحوا السبيل وقيل حي على الهدى
لكن جمالك فاق كل جمالهم
ورايتهم طوعا لذاتك سُجّدا
والكون أشرق والعوالم جمّعت
والخلق بالنور العظيم تجددا
والكائنات جميعها قد أُوقفت
جمعت ليوم الحشر ما خُلقت سُدى
والجند صفًّا واقفون لربهم
والصمت أطبق من جلالك إذ بدا
سبحانك اللهم عبدك مؤمن
كم طاف قلبه بالعوالم منشدا
يا من جعلت لمن تحبّه رحمة
مُلكا بجنات الخلود وسؤددا
اجعل عبيدك في كريم عناية
بمقام من يأتي القيامة شاهدا
وبحق من نال الكرامة كلها
وبجاه سرك إذ وهبته أحمدا
إني ببابك يا مهيمن واقف
وبباب لطفك قد وقفت مردّدا
يا رب صل على الحبيب محمد
من قد جعلت على البرية سيدا
وجعلت في الكونين نوره ظاهرا
وجعلت في الدارين أكرمَ من هدى
وجعلت للعشاق قبره قِبلة
وجعلت للأرواح قلبه مسجدا
وسرى وعرّج فوق سبع طباقها
يسمو على الأكوان يسلك مفردا
مَن عالم الأرواح يعرف روحه
نورا يفيض على العوالم أسعدا
مَن تعلم الدنيا بأنه خير من
يمشي على البطحاء حين تجسّدا
طبُّ القلوب شفاؤها وضياؤها
قمر الوجود ونفح عطره والندى
ساقي عيال الله يوم لقائهم
كلٌّ يُزفُّ إلى الجنان ليخلدا
من أبصرت عيناه أعظم آية
ورأى الجمال تحققا وتشهّدا
ورأى الكمال بعين عين فؤاده
نظر الجلال قداسة وتفرّدا
من كان يرجو الله احمد بابه
وبآل أحمد لو أتيته قاصدا
يا مدعي العلم السويّ بخالقي
هل قد عرفته لو جهلت محمدا
يا نافيا عنه الوسيلة في الورى
عرف الحقيقة من تدبّر جيدا

21 اكتوبر 2017 15:13
في الطائرة التي حطت الان في الدار البيضاء