عيناك

< 1 دقيقة للقراءة

معارضة لرائعة صفي الدين الحلي.

كُفِّي القِتالَ وَفُكِّي قَيْدَ أَسراكِ
يَكفيكِ ما فَعَلَتْ بِالنّاسِ عَيْناكِ (١)

قَد أَوْرَثَتْكِ سَوادَ الشَّعْرِ فاتِنَةٌ
وَحَيَّرَ البِيضَ ما تُبْدِيهِ يُمْناكِ

وَالغِيدُ أَتْعَبَها في الحُسْنِ مُرْهَفَةٌ
وَالخُودُ في كَمَدٍ مِن بَعْدِ رُؤْياكِ

وَالشِّعْرُ مُنْبَهِرٌ قَدْ تاهَ ناظِمُهُ
بِالحَرْفِ في لَحْظَةِ الإشْراقِ حَيّاكِ

ما أَتْقَنَ السِّحْرَ كالعَيْنَيْنِ مِن أَحَدٍ
وَسِوى العُيونِ فَما سَهْمٌ بِفَتّاكِ

يُسَبِّحُ الوَجْدُ إِذ يَلْقاكِ ضاحِكَةً
وَيَسْجُدُ الحُسْنُ إِذ يَلْقى مُحَيّاكِ

كَمْ أَعْلَنَ الغُصْنُ أَنَّ القَدَّ صاحِبُهُ
وَالغُصْنُ يَعْجَزُ عَنْ فَهْمٍ وَإِدْراكِ

وَأَرْسَلَ المَوْجُ أَشْواقًا يَنُوءُ بِها
لِلْخِصْرِ يُعْلِنُها مِنْ خَطْوِ مَمْشاكِ

وَحاوَلَ البَدْرُ في وَضّاءِ طَلْعَتِهِ
أَنْ يُشْبِهَ الوَجْهَ لَكِن صاحَ رَحْماكِ

وَالشَّمْسُ مُذ أَشْرَقَتْ نارٌ بِوَجْنَتِها
خَجَلًا وَأَجَّجَ نارَ الشَّمْسِ خَدّاكِ

تُفّاحَةٌ نَظَرَتْ قالَتْ لِجارَتِها
ذا صَدْرُ بَيْتٍ غَفا ما قالَهُ الحاكي

وَاللَّيْلُ مُبْتَهِلٌ في مُقْلَتَيْكِ فَما
ذاكَ السَّوادُ سِوى قَلْبُ الدُّجى الباكي

وَأَنْتِ ما أَنْتِ ما هذا الَّذي صَنَعَتْ
عَيْناكِ بِالعِشْقِ ضَاعَ العِشْقُ لَوْلاكِ

أَحْيَيْتِهُ في قُلوبٍ لَيْسَ تَعْرِفُهُ
وَأَمَتِّهِ وَلَها في قَلْبِكِ الشّاكِي

العاشِقونَ لَدَيْكِ رَجْعُ أُغْنِيَةٍ
كَمْ عَذَّبَ الرَّجْعَ في بَوْحِ الهَوى فاكِ

وَالمُدْنَفونَ إِلَيْكِ بَعْضُ أُمْنِيَةٍ
فَرَّتْ مَعَ الرِّيحِ كَيْ تَسْري فَتَلْقاكِ

عَذَّبْتِهِمْ شَغَفًا وَأَمَتِّهِمْ كَلَفًا
حَتّى غَدَوا بِفُؤادٍ لَيْسَ يَنْساكِ

عَيْناكِ قَدْ أَرْسَلَتْ في النّاسِ أَسْهُمَها
فَكُلُّ صَبٍّ بِها قَدْ قالَ أَهْواكِ

“كَفاكِ ما أَنتِ بِالعُشّاقِ فاعِلَةٌ
لَو أَنصَفَ الدَّهْرُ في العُشّاقِ عَزّاكِ

كَمَّلْتِ أَوْصافَ حُسْنٍ غَيْرَ ناقِصَةٍ
لَو أَنَّ حُسْنَكِ مَقْرونٌ بِحُسْناكِ” (٢)

(١) مطلع القصيدة الشهيرة الرائعة لصفي الدين الحلي.
(٢) من نفس القصيدة

سوسة 20 سبتمبر 2025. 22:43

*الصورة هي القصيدة كما رآها الذكاء الاصطناعي.

منشورات ذات صلة

آتيك طفلا
  مُعَارَضَةٌ لِرَائِعَةِ جَرِيرٍ الْخَالِدَةِ الَّتِي مَطْلَعُهَا: بَانَ الْخَلِيطُ وَلَوْ طُوِّعْتُ مَا بَانَا وَقَطَّعُوا مِنْ حِبَالِ الْوَصْلِ أَقْرَانَا وَالَّتِي فِيهَا أَشْهَرُ بَيْتٍ غَزَلِيٍّ فِي...
2 دقائق للقراءة
وسائر الناس حمقى
  مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ البَهاءِ زُهَيرِ الشَّهيرَةِ: تَعيشُ أَنتَ وَتَبقى أَنا الَّذي مِتُّ حَقًّا وَقد ضَمَّنتُ عَدَدًا مِن أَبياتِها مَعَ المَطلَعِ. “تَعيشُ أَنتَ وَتَبقى أَنا...
< 1 دقيقة للقراءة
ورقاء
  مِنْ بَدِيعِ مَا قَرَأْتُ لِهَارُونَ بْنِ الْمُعْتَصِمِ الْعَبَّاسِيِّ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ مَا فِي الْبَيْنِ مِنْ حُرَقٍ حَتَّى تَنَادَوْا بِأَنْ قَدْ جِيءَ بِالسُّفُنِ قَامَتْ...
< 1 دقيقة للقراءة
عندلة
  قَصِيدَةٌ تَحْتَاجُ شَرْحًا لُغَوِيًّا مُطَوَّلًا، ضَمَّنْتُ فِيهَا أَبْيَاتًا لِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَبَيْتًا لِعَنْتَرَةَ، وَجُزْءًا مِنْ بَيْتٍ لِأَبِي تَمَّامٍ. أَتْرُكُكُمْ لِفَهْمِ مَعَانِيهَا وَتَضْمِينَاتِهَا وَمَضَامِينِهَا، وَنَشْرَحُهَا...
3 دقائق للقراءة
صرت بالتهيام عبدك
معارضة لرائعة الأخطل الصغير، بشارة الخوري (١) : عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ وَأَطِلْ إِلَى مَا شِئْتَ صَدَّكْ التي لحنها وغناها الموسيقار فريد الأطرش...
2 دقائق للقراءة
وما عجبي سواك
مُعارَضَة لِرائِعَةِ البَهاء زُهَير (١) الَّتي مَطلَعُها: عَرَفَ الحَبيبُ مَكانَهُ فَتَدَلَّلا وَقَنِعتُ مِنهُ بِمَوعِدٍ فَتَعَلَّلا وَكُلُّ بَيتٍ بَينَ عَلامَتَي تَنصيصٍ هُوَ مِن قَصيدَتِهِ.  ...
2 دقائق للقراءة
في أسوار قرطبة
#في_أسوار_قرطبة مُعارَضةٌ لِرائِعَةِ ابنِ زَيدون (١) الخالِدَة «أضحى التَنائي» الّتي تُعتَبَرُ مِن أَروَعِ ما قِيلَ في الغَزَلِ، بَل كانَت أَفضَلَ غزلية في رُبوع الأَندَلُس.....
3 دقائق للقراءة
ألا طال هذا الليل
  معارضة للقسم الغزلي من  رائعة المتنبي وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُهْ بِأَن تُسعِدا وَالدَمعُ أَشفاهُ ساجِمُهْ والتي مدح بها سيف الدولة مستهلا بالطلل والغزل....
2 دقائق للقراءة
صنعت بك الأحداق
  مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ الشّابِّ الظّريفِ (١) ذائِعَةِ الصِّيتِ لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ وقد قُمْتُ بِتَضْمِينِ شَيْءٍ مِنْ قَصيدَتِهِ...
2 دقائق للقراءة
عناق اليائسين
مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ عَنترَةَ بنِ شَدّاد: “أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ” الّتي اِشتَهَرَت في الآفاق. وقدِ اخترتُ عَدَدًا مِن أَبياتِ القَصيدَةِ فَجَعَلتُ كُلَّ بَيتٍ مُقَسَّمًا إِلى بَيتَين،...
< 1 دقيقة للقراءة