< 1 دقيقة للقراءة
مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ عَنترَةَ بنِ شَدّاد: “أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ” الّتي اِشتَهَرَت في الآفاق.
وقدِ اخترتُ عَدَدًا مِن أَبياتِ القَصيدَةِ فَجَعَلتُ كُلَّ بَيتٍ مُقَسَّمًا إِلى بَيتَين، فَأُضيفُ لِلصَّدرِ عَجزًا، وَلِلعَجزِ صَدرًا.
فَكُلُّ ما بَينَ الفاصِلَتَين مِن شِعرِ عَنترَة. وَيُرجى الرُّجوعُ إِلى القَصيدَةِ الأَصلِ لِفَهمِ المُعارَضَة، وَهيَ مِن التَّشطير: أن يأتي الشاعر ويُدخل شطرًا من عنده بعد كل شطر من القصيدة الأصلية، فتُصبح الأبيات كأنها متداخلة بين الشاعرين: شطر قديم مع شطر جديد.
—
“أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ”
يُجادِلُ في البِعادِ وفي الخِصامِ
وعانَقَني عِناقَ اليائِسينَ
و”قَبَّلَني ثَلاثًا في اللِّثامِ”
“وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيبًا”
شَديدَ البَأسِ يَنفُخُ بِالضِّرامِ
يَهُزُّ الرّوحَ يُحرِقُها بِعِشقٍ
“أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي”
“وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي”
لَكُنتُ لَقيتُ في البَلوى حِمامي
وَلَكِنِّي أَلُوذُ إِلى اِصطِباري
“وَأُطفِئُ بِالدُّموعِ جَوى غَرامي”
“أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلِّي”
أَيَسلو الحِبَّ مُنفَلِتُ الزِّمامِ
وَكَيفَ النَّسْيُ يا قَمَرَ اللَّيالي
“وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ”
“وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَومًا”
وَنَيلَ الوَصلِ في غَبَشِ الظَّلامِ
وَأَنتِ الدُّرُّ مَكنونُ الجَمالِ
“وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ”
“وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي”
وَلا عَلَّلتُ نَفسي عَن هُيامي
وَلا عالَجتُ جُرحَكِ في ضَميري
“بِغَيرِ الصَّبرِ يا بِنْتَ الكِرامِ”
“عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ”
مَدى الأُفقِ المُزَيَّنِ بِالغَمامِ
مِنَ القَلبِ الصَّفيِّ لَدَيكِ حُبًّا
“سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ”
—
سوسة – 25 سِبْتَمْبَر 2025. 08:48