< 1 دقيقة للقراءة
يَا حُلْكَةَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ الدَّاجِي
فِي شَعْرِ مَنْ فَتَنَتْ عُيُونَ الرَّاجِي
غَيْدَاءُ مَا شَهِدَ الْجَمَالُ كَحُسْنِهَا
كَلَّا وَلَا صَبٌّ بِحُبِّهَا نَاجِ
قَالَتْ لِمَنْ تَهْوَاهُ حَسْبُكَ نَظْرَتِي
إِنِّي نَذَرْتُ الْقَدَّ لِلْأَمْوَاجِ
مَوْجُ الْغَرَامِ إِذَا اسْتَبَدَّ أَطَاحَ بِي
فَأَمِيلُ بَانًا فِي أَسَاوِرِ عَاجِ
وَأَمِيسُ فِي غُنْجِ الدَّلَالِ كَأَنَّنِي
أَشْعَلْتُ عَيْنَ الْكَوْنِ خَلْفَ رِتَاجِي
أَنَا ظَبْيَةُ الْبَيْدَاءِ بِنْتُ رِمَالِهَا
أَنَا زَهْرَةُ الْبُسْتَانِ ذَاتُ التَّاجِ
وَأَنَا الَّتِي هَامَ الْقَرِيضُ بِوَصْفِهَا
مُتَغَزِّلًا يَهْفُو لِعِطْرِ غُنَاجِي
كَمْ مَاتَ فُرْسَانُ النِّزَالِ بِنَظْرَتِي
وَلَكَمْ أَسَرْتُ الْأُسْدَ بِاسْتِدْرَاجِي
وَتَرَكْتُ فَوْقَ التُّرْبِ شِلْوَ مُعَفَّرٍ
بَعْدَ الْفِرَاقِ مُمَزَّقَ الْأَوْدَاجِ
مَا زِلْتُ أَتْبَعُهَا وَتَعْرُجُ خُطْوَتِي
مَشْي الْمُقَيَّدُ فَوْقَ قِطْعِ زُجَاجِ
وَأَبِيتُ أَرْقُبُهَا كَصَاحِبِ زَوْرَقٍ
أَلْقَتْ بِهِ الْأَمْوَاجُ حَالَ هَيَاجِ
مُسْتَمْسِكًا بِالصَّبْرِ أَطْلُبُ عَوْنَهُ
وَالصَّبْرُ يَنْظُرُ نَظْرَةَ الْمُحْتَاجِ
وَأَلُوذُ بِالْوَرْقَاءِ أَسْمَعُ نَوْحَهَا
فَلَعَلَّ فِي نَوْحِ الْحَمَامِ عِلَاجِي
لَا شَيْءَ فِي كَبِدِي سِوَى جَمْرِ الْغَضَى
وَصَبَابَةٍ تَسْرِي بِدَمْعِ مُنَاجِي
هِيَ هَكَذَا مِنْ قَبْلُ ظَبْيٌ قَاتِلٌ
ومُخَاتِلٌ وَمُمَاطِلٌ وَمِزَاجِي
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَالَ وَسِحْرَهُ
فِي رَوْعَةِ الْإِبْدَاعِ وَالْإِخْرَاجِ
إِنَّ لَيْلَةً عَانَقَتْ طَيْفَ حَبِيبَتِي
طَارَ الْفُؤَادُ لِسِدْرَةِ الْمِعْرَاجِ
سُوسَة ٢٢ أُكْتُوبِر ٢٠٢٥ – ٠٨:٣١
الشروح اللغوية:
رِتَاجُ القَصْرِ: بَابُهُ العَظِيمُ، البَابُ الْمُغْلَقُ وَفِيهِ بَابٌ صَغِيرٌ.
الغُناجُ: الدَّلالُ والرِّقَّةُ في الحُبِّ.
شِلْوٌ: مفرد أشلاء، أي الجسد المُمَزَّق.
مُعَفَّرُ الوَجْهِ: أي مُغَطّىً بالتُّرَاب.