الموعِدُ الْقُدْسُ

الْقُدْسُ نادت فَلبـَّى الكونُ: يا قُدْسُ
وردَّدَ الْبدْرُ والأفْلاكُ والشَّمْسُ
فالْقُدْسُ أُمْنيةٌ والأرْضُ تعشقُهَا
والْقُدْسُ أغْنِيةٌ يشدُو بِهَا الأَمْسُ
والْقُدْسُ عالِيةٌ فالأنبيَاءُ بهَا
تيجَانُ غَالِيةٌ يزْهُو بِهَا الرَّأْسُ
فِيهَا الْمَسِيحُ مَشى والرُّوحُ تَسْنُدهُ
يُشْفَى الأصمُّ بِهِ والعُميُ والخُرْسُ
والْقُدْسُ مَسْجدُنَا مَسْرَى مُحَمَّدِنَا
والْمَسجِدُ الأَقْصَى جُدرانُه الأُنـْسُ
بركَاتُ خالِقنَا مِنْ حَوْلِها نَزلَتْ
قَالَ الإلَهُ هُنَا يُتعلَّمُ الدَّرْسُ
والْقُدْسُ نعرفُهَا عَربيةً أَبدًا
شَهِدَ الزَّمَانُ لَها والجِنُّ والإِنْسُ
والْقُدْسُ تَعْرِفُنَا أَبْناءُ تُرْبَتِهَا
نحْنُ الأَحَقُّ بِهَا لا شكُّ لا لَبْسُ
والْقُدْسُ مقْدِسُنَا بيْتٌ لِعِزَّتِنَا
هَلْ عِزَّةٌ بَقِيَتْ إنْ ضَاعتْ القُدْسُ
مِنْ بعْدِ عزَّتِها بَاتَتْ على وَجَعٍ
غمٌّ ألمَّ بِهَا وأحاطَها الرِّجْسُ
جَاؤُوا لِمُقْلتهَا باللَّيلِ إذْ مَكرُوا
من مُرِّ ما سَكبُوا كم أَنـَّت النّفْسُ
قتلوا الصَّباحَ بِهَا في أَلفِ مَجْزَرةٍ
والعُرْبُ صامِتَةٌ لا حِسُّ لاَ نَبْسُ
أين الفَوارِسُ من عبْسٍ ومِنْ مُضَرٍ
لاَ خَيْلَ تَصْهَلُ لا قَيْسٌ ولاَ عَبْسُ
فالْقُدْسُ نَازفَةٌ في قَلْبِهَا وجَعٌ
ويَطالُهَا القَتْلُ والتَّهْجيرُ والطَّمْسُ
والْقُدْسُ قَدْ صَرَخَتْ يا غَاصبِينَ دَمِي
ولِكُلِّ مَكْرُمَةٍ أَنْتُمْ لهَا العَكْسُ
كالنَّحْسِ في جَسَدِ الأَفْراحِ يَخْنُقهَا
فَاتْركْ ثَرَى وطنِي يا أَيـُّهَا النَّحْسُ
فِلَسْطِينُ سَاجِدَةٌ والأَرْضُ سَاجِدَةٌ
والشَّامُ قَدْ هَتَفَتْ يا قُدْسُ يا قُدْسُ
والْقُدْسُ رُغْم أسَى العيْنَينِ صَامدَةٌ
والْقُدْسُ صَابرَةٌ مَا مسَّهَا اليأْسُ
ولها رجالُ إِبًا لا شَيءَ يوقِفُهمْ
عِزُّ الصُّمودِ هُمُ والصَّبرُ والبأْسُ
وغَدا تَرونَ بِهَا راياتَ مُنتَصرٍ
بالله قد رُفعَتْ رَاياتُهُ الخَمْسُ
إنْ كنتَ تقدر كُنْ من جُندِها فغدًا
يومَ الصَّلاة بِهَا لا منْعُ لا حَبْسُ
أَمْرُ الإله أَتـَى نادَى بِكُلِّ فَتَى
قَدْ حَان مَوعِدُهمْ وَالْمَوعِدُ الْقُدْسُ

دكا، بنغلاديش
08/12/2017 – 01:23