2 دقائق للقراءة
مُعَارَضَةٌ لِرَائِعَةِ جَرِيرٍ الْخَالِدَةِ الَّتِي مَطْلَعُهَا:
بَانَ الْخَلِيطُ وَلَوْ طُوِّعْتُ مَا بَانَا
وَقَطَّعُوا مِنْ حِبَالِ الْوَصْلِ أَقْرَانَا
وَالَّتِي فِيهَا أَشْهَرُ بَيْتٍ غَزَلِيٍّ فِي الشِّعْرِ الْعَرَبِيِّ، أَوْ أَحَدُ أَشْهَرِهَا عَلَى الإِطْلَاقِ:
إِنَّ العُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ
قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلَانَا
وَقَدْ ضَمَّنْتُ بِضْعَ أَبْيَاتٍ مِنْ قَصِيدَتِهِ.
آتِيكِ كَالطِّفْلِ مُشْتَاقًا وَجَذْلَانَا
أَصْبُو إِلَيْكِ شَغُوفَ الْقَلْبِ وَلْهَانَا
فَيَصُدُّنِي مِنْكِ كَفٌّ كُنْتُ أَلْثُمُهُ
وَأَبِيتُ لَيْلِي كَسِيرَ اللَّحْظِ حَيْرَانَا
الْهَجْرُ يُحْرِقُنِي وَالصَّدُّ يَشْنُقُنِي
بِالْبُعْدِ حِينًا وَبِالإِبْعَادِ أَحْيَانَا
يَا مُهْجَةَ الرُّوحِ مَا فِي النَّاسِ مِنْ أَحَدٍ
أَفْضَى إِلَى الْعِشْقِ إِلَّا مَاتَ ظَمْآنَا
يُحِبُّكِ الْحُبُّ يَا أَحْلَى النِّسَاءِ وَمَا
أَرْضَى إِلَى الصَّبِّ أَنْ يَلْقَاكِ سَكْرَانَا
يَا خَمْرَةَ الْعِشْقِ يَا سُكْرًا وَيَا طَرَبًا
أَشْجَى أَخَا الْوَجْدِ أَنْغَامًا وَأَلْحَانَا
“لَوْ تَعْلَمِينََ الَّذِي نَلْقَى أَوَيْتِ لَنَا
أَوْ تَسْمَعِينََ إِلَى ذِي الْعَرْشِ شَكْوَانَا”
أَوْ تَنْظُرِينَ نَحِيبِي حِينَ فَارَقَنِي
وَجْهُ الْحَبِيبِ وَكَمْ كَابَدْتُ أَحْزَانَا
وَيَشْهَدُ اللهُ قَدْ أَخْلَصْتُ فِي شَغَفٍ
كَمْ مَزَّقَ الْقَلْبَ تَهْيَامًا وَتَحْنَانَا
وَأَحِنُّ يَا لَهَفِي مِثْلَ الرَّؤُومِ عَلَى
خَدِّ الرَّضِيعِ وَقَدْ ضَمَّتْهُ نَعْسَانَا
وَكَمْ حَوَانِيَ الْجَوَى إِذْ كُنْتِ نَائِمَةً
وَقُلْتُ لِلْقَلْبِ نَامَتْ فَاهْدَأِ الآنَ
وَكَمْ طَرِبْتُ لِثَوْبٍ قَدْ بَدَوْتِ بِهِ
يُبَادِلُ الْحُسْنَ بِالإِحْسَانِ إِحْسَانَا
يَا مَنْ جَمَالُكِ سِحْرٌ قَدْ شَقِيتُ بِهِ
وَلَمْ أَجِدْ لِبِحَارِ الْعِشْقِ شُطْآنَا
وَصِرْتُ مِنْ فَزَعٍ لِلْبَيْنِ فِي كَمَدٍ
أَخْشَى وَيُفْزِعُنِي مِنْكِ الَّذِي بَانَا
“كَصَاحِبِ الْمَوْجِ إِذْ مَالَتْ سَفِينَتُهُ
يَدْعُو إِلَى اللهِ إِسْرَارًا وَإِعْلَانَا”
قَالَتْ لِيَ الرِّيحُ لَا تَرْكَبْ عَلَى سُفُنٍ
فَلَقَدْ عَلِمْتَ بِذَاكَ الْيَمِّ مَا كَانَا
فَقُلْتُ يَا حَسْرَتِي مِمَّا أَلَمَّ بِنَا
فَمَاءَكِ الْعَذْبَ قَدْ أَبْدَلْتِ نِيرَانَا
وَنُحْتُ يَا لَهْفَتِي كَالطَّيْرِ فِي فَنَنٍ
أَبْكَى مِنَ الشَّجْوِ أَوْرَاقًا وَأَغْصَانَا
وَعُجْتُ لِلصَّمْتِ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ شَجَنٍ
إِذْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ بِالأَشْجَانِ وِجْدَانَا
وَهَدَّنِيَ الْبُعْدُ حَتَّى صِحْتُ مِنْ وَجَعٍ
يَا رَاتِقَ الْجُرْحِ هَذَا الْجُرْحُ أَبْلَانَا
“يَا لَيْتَ ذَا الْقَلْبَ لَاقَى مَنْ يُعَلِّلُهُ
أَوْ سَاقِيًا فَسَقَاهُ الْيَوْمَ سُلْوَانَا”
وَأَنْتَ يَا مُتْلِفِي مَشْيُ الْقَطَاةِ إِلَى
ذَاكَ النَّمِيرِ وَكَمْ شَابَهْتَ غِزْلَانَا
يَا قَدَّكِ الْبَانُ يَا صَفْصَافَ مَائِسَةٍ
كَمْ حَيَّرَ الْقَدُّ أَنْظَارًا وَأَجْفَانَا
أَمَا الْعُيُونُ وَقَدْ جَرِّبْتُ خَمْرَتَهَا
سُكْرٌ مِنَ الْغَيْبِ إِعْجَازًا وَإِمْكَانَا
“إِنَّ العُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ
قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلَانَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لَا حِرَاكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللهِ أَرْكَانَا”
سوسة 20 أكتوبر 2025. 00:00