< 1 دقيقة للقراءة
قمر بدا للعين ليس توارى
سلب الفؤاد وحيّر الأفكار
بدر منير في جمال مربك
ما كنت أحسب أن أراه جهارا
يدنو إلي وما دريت بأنه
سيزيل من دون الحجاب ستارا
فعوالم في ناظريه رأيتها
وجنان خلد قد حوت أبكارا
والعرش والأكوان في سر الذي
قد فاق كل العالمين فخارا
هو حجة للحق أكرم مرسل
في الغار ضمه من أتاه وزار
هو آية في الخلق سيد سادة
سادوا الخلائق علّموا الأسرار
في كفه النفحات يغدق ماءها
فسقى القلوب وفجّر الأنهار
في مقلتيه النور هيّم ثلة
باتوا على حال الهيام سكارى
يتخافتون عن الوصال كأنهم
في جنة يخشون بعدها نارا
فالشوق يحرق والغرام هو اللظى
وهج الضرام توقدا وأوارا
شربوا الصبابة والمدام فغيّبوا
وفنوا بعشق الهاشمي صغارا
فمهاجرون إلى النبي بسرهم
وغدوا لما حكم الهوى أنصارا
أحوالهم في الوجد آهة مغرم
وشحوب صب يعشق المختار
لا لم ينم بالليل لا عرف الكرى
جار الجمال عليه حين أغار
ودموعهم في الحب شاهد هائم
يبكي الحبيب وينشد الأشعار
قم يا نجي الحرف وارحل صوبهم
فلقد بنوا فوق الكنوز جدارا
طف بالمعاني المثقلات بأمرهم
واعبر على طي الشهود بحارا
واسكب على خد الوجود قصائدا
واترك جموع العاشقين حيارى
من هام في طه فموته لازم
مت بالهيام لتشهد الانوار
واسأل حبيبك فالحياة قصيرة
أن لا يطيل الهجر والأعذار
وابعث إلى طه السلام تحية
من قلب من ذاق الغرام فطار
صلى الإله عليه ما قمر بدا
يسبي القلوب ويسلب الأفكار
من نفحات فجر المدينة بجوار الحرام النبوي
الأربعاء 22 ربيع الأنور 1446 / 23 سبتمبر 2024
*اللهم بحق الحبيب ومن مدح الحبيب، الطف بأمو الحبيب.