2 دقائق للقراءة
#غادة
قصيدة كتبتها للتو، وقدّم الذكاء الاصطناعي تصورا جماليا بصريا للكلمات، ثم قام شقيق له بتحويلها إلى أغنية رائعة فيها اجتمعت الموسيقى مع الغناء والطرب.
كل هذا تم في لحظات، فجمعته في مشهد واحد، وصار بالامكان نشره.
فيما يخصني كمبدع، هي نعمة كبرى، تخيل مجنون ليلى، قيس بن الملوح، وهو في كبَد البيداء، أو الشنفرى وهو في تيه المفازة والصحراء، كان له مثل هذا، وتيسر له إرساله عبر ريح الصَّبا إلى مرابع الصِّبا، كيف سيكون!!
إليكم جرعة من الجمال تهون علينا وعليكم بشاعات الزمن الأخير.
يَا غَادَةً سَرَّتْ بِمَرْآهَا النَّظَرْ
وَبَدَتْ كَأَنَّ الأَرْضَ يَسْعَى بِهَا القَمَرْ
قَدْ زَانَهَا الخَدُّ الصَّقِيلُ وَأَهْيَفٌ
مَيَّاسُ يَمْشِي كَالْحَمَامَةِ فِي حَذَرْ
وَشَبِيهُ قِنْوِ النَّخْلِ طَارَ جَدَائِلًا
فَهْوَ انْسِيَابُ الْمَاءِ فِي كَفِّ الْحَجَرْ
وَعَجِيبُ خِصْرٍ لَيْسَ يُدْرَكُ سِرُّهُ
إِنْ مَالَ مَالَ النَّاسُ وَاحْتَرَقَ الْبَشَرْ
وَنَقِيُّ بِلَّوْرٍ عَلَى الْجِيدِ الَّذِي
حَارَ الْغَزَالُ لَدَيْهِ وَاخْتَفَتِ الصُّوَرْ
عَرَصَاتُ قَصْرِ الْبَابِلِيِّ رُخَامُهَا
صِنْوَانِ قَدْ سَبَحَا عَلَى جَفْنِ السَّحَرْ
وَسُيُوفُ هِنْدِيٍّ إِذَا الْتَمَعَا انْبَرَى
مَنْ يُبْصِرِ السَّيْفَيْنِ قَدْ فَقَدَ الْبَصَرْ
فِي حَقْلِ تُفَّاحِ الشَّحِيحِ وَقَدْ نَوَى
أَنْ يَحْرِدَ الْمُعْتَرَّ عَنْ قَطْفِ الثَّمَرْ
مَا بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ فِتْنَةُ وَاحِدٍ
حَتَّى تَرَى الْعَيْنَيْنِ يَكْتَمِلُ الضَّرَرْ
ظَبْيٌ مِنَ الرَّيْحَانِ قَامَ بِهِ الْهَوَى
قَلْبُ الْمُتَيَّمِ قَدْ تَمَزَّقَ إِذْ عَبَرْ
فِي جَنَّةِ الْخَدَّيْنِ يُشْرِقُ كَوْكَبٌ
وَالْأَنْفُ أَقْنَى كَالْأَشَمِّ عَلَى الصِّغَرْ
وَالثَّغْرُ قَدْ بَذَلَتْ لَدَيْهِ دِمَاءَهَا
كُلُّ الْوُرُودِ وَفِي الْوُرُودِ لَهُ خَطَرْ
إِذْ تَبْسُمُ الشَّفَتَانِ يُشْرِقُ عَالَمٌ
مِنْ كُلِّ حُسْنٍ قَدْ أَبَانَ بِذِي الدُّرَرْ
بِرُضَابِ مَنْ يُحْيِي الرَّمِيمَ وَبِاللَّمَى
أَقْسَمْتُ يَا لَهَفِي وَبِالْغَنِجِ الأَغَرْ
لَوْلَا الْحَيَاءُ لَقَدْ بَلَغْتُ بِوَصْفِهَا
مَا يُعْجِزُ الشُّعَرَاءَ يَمْتَحِنُ الْعِبَرْ
هِيَ آيَةٌ لِلْحُسْنِ عَزَّ ثَنَاؤُهَا
عَنْ مُهْجَةِ الأَيَّامِ وَانْقَطَعَ الأَثَرْ