3 دقائق للقراءة
#حديث_العشق
Aşk Sözü
إلى يونس إمره، صمونجي بابا، والحاج بكتاش ولي
نحتفي اليوم بحضارة كانت الأقوى في عصرها…
فقد كان جيش الدولة العثمانية أقوى جيش في العالم لمدة تزيد عن قرنين كاملين، منذ منتصف القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن السابع عشر تقريبًا (1453–1683)، بفضل الانكشارية، والمدفعية العملاقة، والتنظيم العسكري المتقدّم.
لكن ما نحتفي به اليوم ليس الحكم، بل الحكمة.
نحتفي بالتصوف والعارفين، بالشعر، والموسيقى، والروحانية العالية والعشق الخالد.
إن الرموز الروحية في الدولة العثمانية، والتي تحدثت اللغة التركية، في تفاعل مع العربية والفارسية والأوردو، رموز كبيرة، لعل أهمها مولانا جلال الدين الرومي رائد العشق مع شيخه شمس التبريزي، في مدينة قونية، حيث أشرقت نفحات “قواعد العشق الأربعون”، والقصائد العظيمة الأزلية..
ولكن هنالك شخصيات عظيمة أخرى كان لها الأثر العميق في عموم العالم الإسلامي، مما أثر في العالم كله على أكثر من صعيد، ونخص منهم:
**الحاج بكتاش ولي: شيخ المحبة، وروح البساطة.
هو من رجال القرن الثالث عشر، صوفي كبير، ومؤسس الطريقة البكتاشية التي أثّرت في الروح الأناضولية تأثيرًا بالغًا.
لم يكن رجل دولة، بل رجل محبة، يرى الله في جميع الخلق، ويرى الإنسان قيمة عليا لا تُمسّ.
قيمته الكبرى:
نشر التسامح بين الأديان والشعوب في الأناضول.
توحيد القلوب بين الترك والفرس والعرب والبلقان.
تعليماته التي ركّزت على الخدمة، المحبة، الأخلاق، ومجاهدة النفس.
تأثيره العميق على الانكشارية، إذ كان معظمهم من أتباعه روحيًا.
كان يرى أن الإنسان طريقٌ إلى الله، وأن الحقيقة ليست في الطقوس بل في القلب.
وقد أشرت إليه في الكلام عن الحقيقة والطريقة في القصيدة.
*وكذلك شاعر البساطة، وصوت العشق الإلهي، العارف الكبير يونس إمره (1240–1321)، أحد أعظم الشعراء الصوفيين في تاريخ الأناضول.
جماله في بساطته، فهو لم يكتب لغة فخمة ولا قصائد معقّدة، بل كتب لغة القلب التي يفهمها البسطاء ويتناقلها الدراويش، وقد كتبت قصيدتي هنا بروحه وأنفاسه وأسلوبه.
**صَمّونجي بابا (الأب الخباز)، العاشق الذي ذاب في المحبة، وهو أحد كبار العشّاق الصوفيين في الأناضول، رجل بسيط ظاهريًّا، عظيم باطنيًا.
كان يعمل في صنع الخبز والسميد، لكنه كان غارقًا في ذكر الله والعشق الروحي.
يُعتبر رمزًا لـ:التواضع الصوفي، الخدمة، العشق الإلهي النقي، والفناء في الله.
من أعظم ما يميّزه أن الناس لم يعرفوا قيمته إلا بعد وفاته، إذ وجدوا أن كثيرًا من العارفين كانوا تلاميذه سرًا.
ارتبط اسمه بالعشق، وارتبطت سيرته بمدينة بورصة، وجامعها الكبير، فقد كان يقدم الخبز كل يوم للعمال مع تلميذه شمس الدين أق الذي سيصبح شيخ وأستاذ محمد الفاتح.
ولصمونجي بابا قصة مع أمير سلطان ومع اول خطبة جمعة في جامع بورصة الكبير، وقد زرته وزرت مقام أمير سلطان.
وما دفعني لذلك كان الفيلم السينمائي الرائع الذي تحدث عنه، فيلم صمونجي بابا
Somuncu Baba: Aşkın Sırrı
الذي أحيا سيرة الرجل الصالح الفاني في عشق الله، وقد أثر بي تأثير عميقا، خاصة أغنية Mustafa Ceceli – “Aşk İçin Geldik” (جئنا من أجل العشق لمصطفى جيجلي)، هزت كياني وكتبت عددا من القصائد الروحية بسببها.
هذا العمل المكتوب بلغة صوفية بسيطة تشابه لغة وأسلوب يونس إمره، والذي يحمل مزيجا من روح الحاج بكتاش وصمونجي بابا، هو تحية لتلك الأرواح العظيمة، ولكل روح في ديوانها العظيم.
*الترجمة للتركية تمت بالذكاء الاصطناعي
الكلمات:
العِشْقُ الَّذِي أَعْرِفُهُ
غَيْرُ الَّذِي تَعْرِفُونَهْ
بِالرُّوحِ أَصِفُهُ
وَبِالْحَرْفِ تَصِفُونَهْ
تَعَالَوْا أَيُّهَا الدَّرَاوِيشْ
أُحَدِّثْكُمْ عَنْ أَمْرِهِ
إِنَّهُ فِيكُمْ يَعِيشْ
يَسْقِيكُمْ مِنْ خَمْرِهِ
أَنَا قَدْ رَحَلْتُ طَوِيلًا
أَتْبَعُ خُطَى العُشَّاقْ
اَلْعِشْقُ يَرْسُمُ لِي سَبِيلًا
وَتُعَلِّمُنِي الأَشْوَاقْ
أَنَا بِالْحُبِّ قَدْ عَرَفْتُ رَبِّي
أَدْرَكْتُ عَيْنَ الحَقِيقَهْ
أَنَا بِالْعِشْقِ قَدْ وَجَدْتُ حُبِّي
وَسَلَكْتُ تِلْكَ الطَّرِيقَهْ
فِي أَرْضِ اللهِ الوَاسِعَهْ
سَارَ قَلْبِي مَعَ قَدَمِي
فِي بِحَارِ العِشْقِ الشَّاسِعَهْ
انْجَلَى وُجُودِي مِنْ عَدَمِي
Benim bildiğim aşk,
Sizin bildiğiniz değil…
Ben onu ruhla anlatırım,
Siz onu harfle söylersiniz.
Geliniz ey dervişler,
Size onun hâlini söyleyeyim.
O içinizde yaşar,
Size kendi şarabından içirir.
Ben çok yollar aştım,
Âşıkların izinden yürüdüm.
Aşk bana yol çizdi,
Hasret bana ders verdi.
Aşkla Rabbimi tanıdım,
Hakikat gözümde açıldı.
Aşkla sevgimi buldum,
O yola gönlümle girdim.
Allah’ın geniş toprağında
Kalbim ayaklarımla yürüdü.
Aşkın engin denizlerinde
Yokluğum varlığa büründü.