قطر الندى

2 دقائق للقراءة

 

هذه قصيدة مختلفة، لم أكتبها، بل كتبتني، وسعت بي إليها روح خفية، أبدت بها من الجمال ما عييت بوصفه.

 

صَلْدَ القُلوبِ كَسَرْتَ يا قَطْرَ النَّدى
وجَعَلْتَ فِي أَسْرِ المَحَبَّةِ سُؤْدَدَا

وَجَعَلْتَ مِنْ عِزِّ الكِرامِ مُذَلَّةً
صاروا عَبيدًا صارَ حُسْنُكَ سَيِّدَا

وَجَعَلْتَ أُسْدَ البِيدِ تَعْبِدُ ظَبْيَها
كَمْ شَقَّ لَحْظُ الظَّبْيِ لَيْثًا أَرْبَدَا

ورَمَيْتَ سَهْمَكَ بِالرُّموشِ فَلَمْ يَزَلْ
أَهْلُ الصَّبابَةِ في غَرامِكَ سُجَّدا

حَتّى رَحِمْتَ وَما رَحِمْتَ وَإِنَّهُمْ
يَرْضَوْنَ إِنْ تَرْضى بِعَطْفِكَ وَالرَّدى

كَرُمٌ بِحُبِّكَ أَنْ بَخِلْتَ وَلَمْ تَجُدْ
عَدْلٌ لِمِثْلِكَ أَنْ يَجورَ عَلى المَدى

يا طِفْلَةً هَتَفَ الغَرامُ بِحُبِّها
وأَحَبَّها التَّهْيامُ غَرَّدَ مُنْشِدا

والعِشْقُ يَعْشَقُ في البَرِيَّةِ حُسْنَها
والشَّوْقُ مُشْتاقٌ يَمُدُّ لَها اليَدا

والوَجْدُ في وَجْدٍ كَأَنَّ دُموعَهُ
سَحُّ السَّحابِ وَكَمْ بَكاكَ تَوَجُّدا

والحُبُّ مُذْ نَظَرَتْ إِلَيْكِ عُيُونُهُ
قَدْ قامَ في عَيْنَيْكِ ثُمَّ تَهَجَّدا

يا زَهْرَةً سَكِرَ الزَّمانُ بِعِطْرِها
وسَرى التَّوَلُّهُ مُولَهًا مُتَبَغْدِدا

غَضِبَ الدُّجى فَأَرَتْهُ وَجْهًا مُشْرِقًا
طَمِعَ النَّهارُ أَرَتْهُ شَعْرًا أَسْوَدَا

نامَتْ وَنامَ اللَّيْلُ خَلْفَ جُفونِها
والنَّوْمُ نامَ لِزَنْدِها مُتَوَسِّدَا

والفَجْرُ باتَ مُسَهَّدا وَمُحَيَّرا
يَسْبي فُؤادَهُ أَنْ سَيَلْقاها غَدَا

يا مَنْ لَها الأَرْواحُ تُعْلِنُ وُدَّها
بَلْ كُلُّ روحٍ لَوْ رَآكِ تَجَسَّدا

في جِسْمِكَ الرَّيّانِ أَسْرارُ الهَوى
مِنْ وَجْهِكَ الوَضّاءِ ما ضاعَتْ سُدى

شَهِدَتْ لَكِ الأَقْمارُ وَهْيَ حَسُودَةٌ
عَجَبٌ لِحُسْنِكَ كَيْفَ يُنْطِقُ حُسَّدا

والرِّيحُ مُذْ راحَتْ إِلَيْكِ بِلَمْسَةٍ
قامَتْ لَدَى خَدَّيْكِ تَرْفَعُ مَسْجِدا

ورَأَيْتُ شَمْسًا إِذْ ضَحِكْتَ وَلَمْ يَكُنْ
لِلشَّمْسِ أَنْ تُخْلِفْ لِثَغْرِكِ مَوْعِدا

وسَمِعْتُ أَلْحانَ الكَمانِ فَلَمْ أَزَلْ
أَسْري إِلى نَغَمِ الكَمانِ مُرَدِّدا

وشَمَمْتُ مِنْ عِطْرِ الكَمالِ عَلى الَّذي
لَوْلاهُ ما كانَ الكَمالُ لِيُشْهَدا

وَلَقَدْ شَهِدْتُ الحُسْنَ لَمّا رَأَيْتُهُ
أَكْرِمْ بِحُسْنِهِ إِذْ رَأَيْتُهُ مَشْهَدا

فَهْوَ الهَناءُ لِمَنْ يُحِبُّ وَمن يَرى
هامَ الشَّقِيُّ بِناظِرَيْهِ لِيَسْعَدا

وأَنا الَّذي ما زِلْتُ أَخْطِبُ وِدَّهُ
وأَهيمُ يا لَهْفي عَلَيَّ مُجَدَّدا

إِنّي الَّذي غَرِقَ الكَلامُ بِحَرْفِهِ
ولِشِعْرِهِ الأَشْعارُ تَرْكَعُ إِنْ شَدَا

لَكِنَّني مِنْ سِحْرِ بَسْمَتِها الَّتي
قَدْ صالَ حُسْنُها بِالصَّبابَةِ وَاعْتَدى

صِرْتُ الَّذي أَعْياهُ بَوْحُ غَرامِها
وَغَدا البَيانُ لَدَى الغَرامِ مُقَيَّدَا

إِنّي أُحِبُّ وَلا أُحِبُّ سِوى الَّذي
أَجِدُ الضَّلالَةَ في غَرامِهِ وَالهُدَى

كَمْ مُؤْمِنٍ كَفَرَتْ بِصَبْرِهِ نَفْسُهُ
أَوْ مُلْحِدٍ بِالْحُبِّ صَارَ مُوَحِّدَا

الرواضي 28 سبتمبر 2025. 02:22

منشورات ذات صلة

لك يا صبية
  إلى روح البهاء زهير لَكِ يَا صَبِيَّةُ حَنَّ ذُو التَّهْيَامِ زِيدِيهِ سُهْدًا بِالغَرَامِ وَنَامِي هَلْ كَانَ ضَرَّكِ لَوْ رَحِمْتِهِ مَرَّةً وَضَمَمْتِهِ فِي لَيْلِهِ...
< 1 دقيقة للقراءة
أخبريني
أَخْبِرِينِي كَيْفَ أُشْفَى مِنْ عَذَابِكْ ذَابَ قَلْبِي فِي غِيَابِكْ وَاعْذِرِينِي إِذْ وَقَفْتُ بِدَمْعِ عَيْنِي عِنْدَ بَابِكْ إِنَّنِي الرَّجُلُ الَّذِي مَا زَالَ يَجْلِسُ فِي انْتِظَارِكْ...
< 1 دقيقة للقراءة
علميني
عَلِّمِينِي حِينَ تَخْتَالُ الْمَحَبَّةُ فِي دَمِي مَاذَا أَقُولُ أَوْ حِينَ يَعْصِرُنِي الْهَيَامُ وَيَحْتَوِي جَسَدِي الْغَرَامُ وَالرُّوحُ يَسْكَرُهَا الذُّهُولُ مَاذَا أَقُولُ لِطِفْلَةٍ أَخْشَى عَلَيْهَا مِنَ...
< 1 دقيقة للقراءة
غزال الحسن
غَزالُ الحُسْنِ كَمْ سَلَبَ القُلوبَ وَكَمْ عَيْناهُ قَدْ فَعَلَتْ ذُنُوبَا يَجُورُ عَلَى الأُسُودِ بِطَرْفِ لَحْظٍ وَيَفْعَلُ ما يَشَاءُ بِهَا طَرُوبَا يُواعِدُ مُغْرَمًا وَيَصُدُّ صَبًّا...
< 1 دقيقة للقراءة
أبلى فؤادي
عن ليلة أخرى جافاني فيها الكرى حتى مزق كبدَ الليل خنجر الصباج. أَبْلَى فُؤادِي هَذَا السَّهْدُ وَالأَرَقُ مِثْلَ السَّفِينَةِ طُولَ اللَّيْلِ تَحْتَرِقُ لا شَيْءَ...
< 1 دقيقة للقراءة
لا تعذلي
  لَا تَعْذِلِي قَلْبِي فَقَلْبِي طَيِّبُ يَهْوَى عُيُونَكِ وَالْغَرَامُ يُغَيِّبُ لَا تَعْذِلِينِي يَا فَتَاةُ عَنِ الْجَوَى فَالْعِشْقُ يَمْتَحِنُ الْفَتَى وَيُشَيِّبُ يَا طِفْلَةَ الْوِجْدَانِ إِنِّي...
< 1 دقيقة للقراءة
غزال الجنتين
  رُوَيْدَكَ يا غَزالَ الجَنَّتَيْنِ وَلا تَقْتُلْ مُحِبَّكَ مَرَّتَيْنِ رُوَيْدَكَ لا تَلُمْ قَلْبًا يَهيمُ فَكَمْ يًحْلُو الهُيامُ لِعاشِقَيْنِ وَلا تَهْجُرْ حَبيبَكَ يا حَبيبِي فَلَيْسَ...
< 1 دقيقة للقراءة
هجر الحبيب وصدني
هَجْرُ الحَبيبِ وَصَدْنِي لَمّا أَمِنتُ بِقُرْبِهِ مَا كَانَ يَوْمًا رَدْنِي لَوْ مَا سَكَنْتُ بِقَلْبِهِ أَيُحِبُّنِي وَيَصُدُّنِي مَنْ قَدْ فُتِنْتُ بِحُبِّهِ يَا حُسْنَهُ لَمّا انْثَنَى...
< 1 دقيقة للقراءة
لا….أحبك
أنا “لا”… أُحِبُّكْ. “لا”… أَشْتاقُ إِلَيْكِ وَلَسْتُ… أَحِنُّ عَلَيْكِ فَقَطْ كُنْتُ أَمْزَحُ حِينَ رَأَيْتُ النُّجُومَ عَلَى مُقْلَتَيْكِ وَحِينَ لَمَسْتُ السَّحَابَ بِشَعْرِكِ وَاللَّيْلَ وَالأُمْنِيَاتْ أَنَا...
< 1 دقيقة للقراءة
والسلام
  أَعْطِني نِهايةً أُخْرَى فَهَذِي النِّهايةُ لا تُعْجِبُ أَعْطِني بِدايةً أُخْرَى أَنا في البِدايةِ كَمْ أَرْغَبُ وَهَبْني احتمالاً منَ المُمْكِنِ المُسْتَحِيلْ لِكَيْ تَطْمَئِنَّ المشاعِرُ...
< 1 دقيقة للقراءة