2 دقائق للقراءة
مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ الشّابِّ الظّريفِ (١) ذائِعَةِ الصِّيتِ
لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ
وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ
وقد قُمْتُ بِتَضْمِينِ شَيْءٍ مِنْ قَصيدَتِهِ الخالِدَةِ
“لا تَخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ” الأَحْداقُ
“واشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا” نَشْتاقُ
“لا تَجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوَّلَ مُغْرَمٍ
فَتَكَتْ بِهِ” بِجَمالِها المِعْناقُ
ما كانَ يَعْلَمُ هَلْ سَباهُ قَوامُها
أمْ ثَغْرُها الوَضّاءُ والبَرّاقُ
يَسْري إِلى الغِيدِ الحِسانِ بِمُهْجَةٍ
وَلْهانَةٍ والحالُ لَيْسَ يُطاقُ
مُذْ أَنْ رَمَتْهُ الخَوْدُ ماتَ تَلَهُّفًا
وصَبابَةً فالدَّمْعُ مِنْهُ يُراقُ
إنَّ الذي عَشِقَ الحِسَان لَمُدْرِكٌ
أنْ قُرْبُهُنَّ تَوَجُّعٌ وفِراقُ
المُبْدِياتُ عَلى الهِيامِ تَمَنُّعًا
فَلَكَمْ يُعاني مِنْ الجَوى العُشّاقُ
المائِساتُ بِخَصْرِهِنَّ تَغَنُّجًا
ولَهُنَّ مِنْ بَعْدِ الفِراقِ عِناقُ
أقْسَمْنَ فِي قَتْلِ الفَتى فَقَتَلْنَهُ
وَجْدًا يُعَذَّبُ بِالهَوى ويُساقُ
أعْلِنْ غَرامَكَ فِي العِبادِ كَأَنَّهُ
بَوْحُ السَّماءِ فَخَلْفَهُ الإطْلاقُ
“واصْبِرْ عَلى هَجْرِ الحَبيبِ فَرُبَّما
عادَ الوِصالُ” وحَنَّتِ الأَعْماقُ
“كَمْ لَيْلَةٍ أَسْهَرْتُ أَحْداقي بِها”
صَبًّا يُعالِجُ صَبْوَتي الإمْلاقُ
فَأصِيحُ يا لَيْلى وعَبْلُ قَبْلَها
ويُشَدُّ لِي عِنْدَ الظَّلامِ وِثاقُ
مَنْ قَدْ رَأى فِي الخَلْقِ مِثْلَ مُتَيَّمٍ
فِي طَبْعِهِ الكِتْمانُ والإطْراقُ
نادَى عَلى اهْلِ العِشْقِ قُوموا وَيْحَكُم
طارَتْ بِسَيْفِ عُيونِها الأَعْناقُ
أيَموتُ مُشْتاقٌ ويُقْتَلُ مُغْرَمٌ
وتَظَلُّ مِثْلَ السِّرِّ لَيسَ يُذاقُ
فَكَأَنَّها الإخْفاءُ فِي إِطْباقِهِ
يَهْفُو لَهُ الإبْداءُ والإشْراقُ
“يا رَبِّ قَدْ بَعُدَ الَّذينَ أُحِبُّهُم”
وتَباعدَتْ بِقُلوبِنا الآفاقُ
“واسْوَدَّ حَظّي عِنْدَهُم لَمّا سَرى”
فِي النّاسِ طَبْعٌ فاسِدٌ ونِفاقُ
“عُرْبٌ رَأَيْتُ أَصَحَّ مِيثاقٍ لَهُم”
حِبْرٌ وتَلْعَنُ حَرْفَهُ الأَوْراقُ
مُذْ أَنْ أَتى الأعْداءُ حَوْلَ خِيامِنا
لا الشّامُ شامٌ لا العِراقُ عِراقُ
سوسة 25 سبتمبر 2025. 23:54
—
(١) هُو مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ اللهِ التِّلِمْسانيّ شَمْسُ الدّينِ (٦٦١ هـ – ٦٨٨ هـ / ١٢٦٣ – ١٢٨٩م)