2 دقائق للقراءة
#هم_أنجدوا_قلبي
يَحدِّثْ عَنْ خَمرِ الجَوَى الإبْريقُ
العَيْنُ تَفْتِنُ وَالقَوَامُ رَشيقُ
والسُكْرُ في الحَالَيْنِ سُكْرٌ مُتْعِبٌ
أَتَظُنُّ أَنَّكَ إنْ سَكِرْتَ تُفيقُ
يَا صَاحِبَ النَّجْوَى وَقَلْبُكَ هَائِمٌ
أَقْصِرْ فَبَوْحُ السِّرِّ لَيْسَ يَلِيقُ
وَقُلُوبُ أَهْلِ العِشْقِ أَتْلَفَهَا الهَوَى
فَحَيَاتُهُمْ طُولَ الزَّمَانِ حَرِيقُ
أَنَا لا أُطِيقُ الهَجْرَ نَأْيُ أَحِبَّتِي
مَنْ بَاتَ يَجْلِدُهُ النَّوَى فَيُطِيقُ
لَعَمْرُكَ قَدْ ضَاقَتْ بِلادٌ بِأَهْلِهَا
فَبَحْرُهَا مَسْجُونٌ وَأُفْقهَا ضِيقُ (١)
تَهْذِي بِهَا الدُّنْيَا يُجَنُّ جُنُونُهَا
فَتَصُدُّ عَنْ دَرْبِ الهُدَى وَتُعِيقُ
كَمْ عَاذِلٍ فِيهَا يَلُومُ قَصِيدَتِي
وَالْحَرْفُ يَسْمُقُ وَالبَيَانُ طَلِيقُ
عَجَبِي مِنَ البُهْمِ الكَوَاذِبِ وَيْحَهُمْ
فَلَهُمْ زَعِيقٌ فِي الوَرَى وَنَعِيقُ
لا يَرْعَوُونَ وَلا يَرَوْنَ لَجَاجَةً
فِي الإِفْكِ إِذْ وَادِي الضَّلَالِ سَحِيقُ
نَظَرُوا بِعَيْنِ النَّقْصِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ
فِي لَعْنَةٍ تَزْرِي بِهِمْ وَتُحِيقُ
إِنِّي وَإِنْ لَامُوا لِسَيِّدُ عَصْرِهِمْ
وَأَنَا عَلَى عَيْنِ الرِّضَا لَحَقِيقُ
أَمْشِي إِلَى وَادِي العَقِيقِ مُسَبِّحًا
وَالخَطْوُ أَخْضَرُ وَالأَكُفُّ عَقِيقُ
وَأَجُولُ فِي أَرْضِ الإِلَهِ مُلَبِّيًا
وَالمَجْدُ يَتْبَعُ، وَالإِبَاءُ عَتِيقُ
ابْنُ الكِرَامِ الأَكْرَمِينَ وَإِنَّهُمْ
أَوْلَى بِفَخْرِ الدَّهْرِ فَهْوَ عَرِيقُ
يَا لَائِمِي سَفَهًا وَلَسْتَ بِمُدْرِكٍ
العِزُّ تَاجُنَا وَالوَلاءُ طَرِيقُ
إِنِّي أُوَالِي الآلَ آلَ مُحَمَّدٍ
هَذَا الشَّذَى مِنْهُمْ وَذَاكَ رَحِيقُ
هُمْ عَلَّمُونِي الصَّبْرَ حِينَ تَصُدُّنِي
دُنْيَا العِبَادِ وَمَا هُنَاكَ صَدِيقُ
هُمْ عَلَّمُونِي العِشْقَ حِينَ عَشِقْتُهُمْ
وَلَهُمْ بِآفَاقِ الوُجُودِ بَرِيقُ
هُمْ سَادَةُ الأَكْوَانِ رُوحُ إِمَامِنَا
وَوَلِيِّنَا الفَارُوقُ وَالصِّدِّيقُ
أَنْفَاسُ خَيْرِ العَالَمِينَ نَبِيِّنَا
فَهْوَ الشَّفِيعُ إِذِ الأُمُورُ تَضِيقُ
مِنْ طُهْرِ زَهْرَاءِ الوُجُودِ وَرُوحِهَا
قَلْبٌ رَؤُومٌ بِالمُحِبِّ شَفِيقُ
وَسُلالَةُ السِّبْطَيْنِ أَكْرَمُ سَادَةٍ
فَهُمُ الهُدَى وَالعَزْمُ وَالتَّصْدِيقُ
هُمْ أَنْجَدُوا قَلْبِي فَهَامَ بِحُبِّهِمْ
إِنَّ الَّذِي كَرِهَ الأُلَى زِنْدِيقُ
البحيرة تونس العاصمة 5 اوت 2025. 16:44
(١) في تحوير للبيت الشهير
لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها
وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ
للشاعر والصحابي عمرو بن الاهتم (من المخضرمين والتقى رسول الله فأكرمه). في قصيدة مطلعها
أَلا طَرَقَت أَسماءُ وَهِيَ طَروقُ
وَبانَت عَلى أَنَّ الخَيالَ يَشوقُ