نبضي تباطأ

2 دقائق للقراءة

 


مُعارضةٌ لِلقَصيدَةِ الشَّهيرةِ لِلشَّيخِ عَبدِ الغَنِيِّ النابلسي

ما كُلُّ مَن ذاقَ الصَّبابَةَ مُغرَمٌ
مَن لَم يَذُق طَعمَ المَحبَّةِ ما مَرِسْ

والتي اشتهرت في القدود الحلبية خاصة بصوت الرائع أديب الدايخ.


نَبضي تَباطَأَ فِيَّ وانقَطَعَ النَّفَسْ
لَمّا رَأَيتُها وَالفُؤادُ لَها هَمَسْ

روحٌ شَفيفٌ في تَجَسُّدٍ فاتِنٍ
يَسبي إذا يَـمشي وَيَقتُلْ إن جَلَسْ

وغَدوتُ كَالطَّيرِ الأَسيرِ إذا اشتَكى
أَبكي عَلى فَنَنٍ وَقَلبُكَ ما أَحَسْ

يا زَهرَةَ الرَّيحانِ يا كُلَّ المُنى
ماءُ الصَّبابَةِ مِنكَ يا رُوحي انبَجَسْ

عَيناكِ أَكوانٌ أَضيعُ بِعَُمقِها
وَالشَّعرُ لَيلٌ قَد تَثاءَبَ في الغَلَسْ

سُفُنٌ عَلى خَدَّيكِ تَبحَرُ مِن دَمي
وأَحارُ في سُفُنٍ تَسيرُ عَلى اليَبَسْ

وَلَكِ ابتِسامَةُ زَهرَةٍ يا لَهوَفَتي
مِن زَهرَةٍ ما لامَسَتها يَدُ الدَّنَسْ

والقَدُّ إِذ يَـمشي تَسيرُ قَوافِلي
خَلفَ الجَحافِلِ وَالعَساكِرِ وَالعَسَسْ

وَإذا نَطَقتِ فَإِنَّ لَفظَكِ آسِرٌ
يا ساحِرًا يَسبي القُلوبَ إذا نَبَسْ

وَإذا التَبَسَّمَ ضاءَ صاحَ مُتَيَّمٌ
يا لَيتَ مَن أَبدى التَّبَسُّمَ قَد عَبَسْ

أَنّى ابتَسَمتِ أَوِ التَفَتِّ بِنَظرَةٍ
يُغشى عَلى المُشتاقِ مِن فَرقِ الهَلَسْ

فَالوَجدُ شَتَّتَ بِالغَرامِ خَواطِري
وَالشَّوقُ أَصبَحَ كَالجُنونِ وَكَالهَوَسْ

وَإذا الرُّموشُ رَمَت بِسَهمِ جَمالِها
صارَ المُتَيَّمُ مِثلَ رَبعٍ قَد دَرَسْ

والقَلبُ في نَظَراتِ عَينِكِ تائِهٌ
قَرأَ المَحَبَّةَ في كِتابِها قَد دَرَسْ

كَلِماتُنا الأَحلى يُطَوِّقُها الأَسَى
فَنَقولُ عَذبَ الشِّعرِ لَكِن لا نَمَسْ

تِلكَ القَريبَةُ مِثلَ حَرفِ قَصيدَتي
تِلكَ البَعيدَةُ خَلفَ آلافِ الحَرَسْ

تِلكَ الشَّقِيَّةُ وَالنَّقِيَّةُ إن بَدا
مِنها الجَمالُ يَصيحُ نَبضُ القَلبِ: بَسْ

ويُعَنُّ في طَيِّ المَشاعِرِ مَسمَعٌ
مَوّالُ بَوحٍ لَيسَ يُسكِتُهُ الخَرَسْ

“قَرَأت سُعادٌ بِضِدٍّ ما أَقرأُ أَنا
أَقرأُ أَلم نَشرَحْ فَتَقرأُ لي عَبَسْ”

يَكفي فَدَيتُكِ قَد تَعِبتُ وَهَدَّني
هَذا الهَوى وَتَعِبتُ مِن دَقِّ الجَرَسْ

يا مُهرَةً أَزرى بِفارِسِها الرَّدى
وَالمَوتُ يُعذَرُ لو نَظَرتِ إِلى الفَرَسْ


المدينةُ المُنَوَّرَة
٢١ فِيفري ٢٠١٩ – ١٨:١٤


 

منشورات ذات صلة

آتيك طفلا
  مُعَارَضَةٌ لِرَائِعَةِ جَرِيرٍ الْخَالِدَةِ الَّتِي مَطْلَعُهَا: بَانَ الْخَلِيطُ وَلَوْ طُوِّعْتُ مَا بَانَا وَقَطَّعُوا مِنْ حِبَالِ الْوَصْلِ أَقْرَانَا وَالَّتِي فِيهَا أَشْهَرُ بَيْتٍ غَزَلِيٍّ فِي...
2 دقائق للقراءة
وسائر الناس حمقى
  مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ البَهاءِ زُهَيرِ الشَّهيرَةِ: تَعيشُ أَنتَ وَتَبقى أَنا الَّذي مِتُّ حَقًّا وَقد ضَمَّنتُ عَدَدًا مِن أَبياتِها مَعَ المَطلَعِ. “تَعيشُ أَنتَ وَتَبقى أَنا...
< 1 دقيقة للقراءة
ورقاء
  مِنْ بَدِيعِ مَا قَرَأْتُ لِهَارُونَ بْنِ الْمُعْتَصِمِ الْعَبَّاسِيِّ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ مَا فِي الْبَيْنِ مِنْ حُرَقٍ حَتَّى تَنَادَوْا بِأَنْ قَدْ جِيءَ بِالسُّفُنِ قَامَتْ...
< 1 دقيقة للقراءة
عندلة
  قَصِيدَةٌ تَحْتَاجُ شَرْحًا لُغَوِيًّا مُطَوَّلًا، ضَمَّنْتُ فِيهَا أَبْيَاتًا لِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَبَيْتًا لِعَنْتَرَةَ، وَجُزْءًا مِنْ بَيْتٍ لِأَبِي تَمَّامٍ. أَتْرُكُكُمْ لِفَهْمِ مَعَانِيهَا وَتَضْمِينَاتِهَا وَمَضَامِينِهَا، وَنَشْرَحُهَا...
3 دقائق للقراءة
صرت بالتهيام عبدك
معارضة لرائعة الأخطل الصغير، بشارة الخوري (١) : عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ وَأَطِلْ إِلَى مَا شِئْتَ صَدَّكْ التي لحنها وغناها الموسيقار فريد الأطرش...
2 دقائق للقراءة
وما عجبي سواك
مُعارَضَة لِرائِعَةِ البَهاء زُهَير (١) الَّتي مَطلَعُها: عَرَفَ الحَبيبُ مَكانَهُ فَتَدَلَّلا وَقَنِعتُ مِنهُ بِمَوعِدٍ فَتَعَلَّلا وَكُلُّ بَيتٍ بَينَ عَلامَتَي تَنصيصٍ هُوَ مِن قَصيدَتِهِ.  ...
2 دقائق للقراءة
في أسوار قرطبة
#في_أسوار_قرطبة مُعارَضةٌ لِرائِعَةِ ابنِ زَيدون (١) الخالِدَة «أضحى التَنائي» الّتي تُعتَبَرُ مِن أَروَعِ ما قِيلَ في الغَزَلِ، بَل كانَت أَفضَلَ غزلية في رُبوع الأَندَلُس.....
3 دقائق للقراءة
ألا طال هذا الليل
  معارضة للقسم الغزلي من  رائعة المتنبي وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُهْ بِأَن تُسعِدا وَالدَمعُ أَشفاهُ ساجِمُهْ والتي مدح بها سيف الدولة مستهلا بالطلل والغزل....
2 دقائق للقراءة
صنعت بك الأحداق
  مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ الشّابِّ الظّريفِ (١) ذائِعَةِ الصِّيتِ لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ وقد قُمْتُ بِتَضْمِينِ شَيْءٍ مِنْ قَصيدَتِهِ...
2 دقائق للقراءة
عناق اليائسين
مُعارَضَةٌ لِرائِعَةِ عَنترَةَ بنِ شَدّاد: “أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ” الّتي اِشتَهَرَت في الآفاق. وقدِ اخترتُ عَدَدًا مِن أَبياتِ القَصيدَةِ فَجَعَلتُ كُلَّ بَيتٍ مُقَسَّمًا إِلى بَيتَين،...
< 1 دقيقة للقراءة