لماذا لا نطبع!

2 دقائق للقراءة



كان يمكن أن يكون عنوان هذا المقال: “لماذا لا نَطْبَعْ”؟
في علاقة بطباعة الكتب الهادفة ونشر الثقافة الراقية.
أو “لماذا لا نُطْبَعْ”؟
بالطباع الحميدة والخلال الرشيدة والقيم النبيلة والأخلاق الكريمة، في عصر انعدام القيم ودمار الأخلاق وفساد الطباع.
ولكن العنوان “لماذا لا نُطَبِّعْ” في علاقة بأبناء العم الذين أصبحت لديهم دولة قوية منيعة ناجحة في أرض قيل أنها كانت لقوم آخرين لا صلة لنا بهم.
وطبيعي أن التطبيع سيعني طباعة جديدة وطباعا مستحدثة.
وحينها سوف نُطَبّعُ ونَطْبَعُ ونُطبَعُ بوسم “ماركة اسرائيلية مسجّلة”.
ولكن ما المانع من ذلك، ألم نصبح أشر من الصهاينة واسوأ وأكثر خطرا وضررا بأوطاننا.
هل استطاعت إسرائيل فعل عشر ما فعلت داعش والنصرة في الشام والعراق؟.
ألم ندمّر اليمن ونخرّب ليبيا ونحطّم اقتصادات ومجتمعات دول الربيع العبري الذي كان خريف العرب العاصف الدامي!
إن الأمر عادي جدا، لقد طبَعونا وطبّعونا منذ عقود حتى أخرجوا منا وفينا وبيننا أجيالا فارغة فوضوية يائسة مجرمة كارهة لأوطانها كافرة بتاريخها وبواقعها واهمة واهنة مُدَعوَرة أو مدعوَشَة أو مدروشة مغرقة في الوهم الروحاني والتوهم المادي.
حين نشاهد ما يفعله الصهاينة لأجل مشروعهم الممتد من النيل إلى الفرات، والذي اضافوا إليه من المحيط إلى المحيط، وحين ننظر في تفانيهم في خدمة “وطنهم”، وفي تسلقهم سلّم التطور وسبقهم التكنولوجي والاقتصادي واختراقهم لكل أنظمة العالم وهم قلة، ثم نقارن ذلك بكثرة عددنا وضعف مددنا وطوابير الخونة والسفلة والمجرمين واللصوص فينا، ثم نقارن كيف يسعون خلف الفاشل لينجح، وكيف نسعى خلف الناجح ليفشل، حينها نقول: نحن اسوأ من الصهاينة، نحن أمة فاشلة، بحكومات فاشلة، ومخططات فاشلة، ولا شيء يدفعنا للوقوف في صف أمام مكتب التطبيع سوى عمق عقمنا وفشلنا، ولا شيء يدفغ الصهاينة الناجحين بالقبول بالتطبيع مع العرب الفاشلين الحمقى سوى لتعميق فشل هذه الأمة التي تستمر في السقوط.
صحيح أن في الأمة شرفاء وأحرار، وبعض الحكام الجيدين، وبقية من شعب يأبى خيانة فلسطين وشعبها الصامد صاحب الأرض والحق، ولكن القش الذي يطفو على سطح النهر يحجب عنا نقاء الماء وعنفوانه المتوثب للوعد القريب.
ويبقى في قلبي حلم ان يتفطن الاخوة ان الصهاينة لا يريدون خيرا لأحد ولا حتى لانفسهم لأنهم ببساطة أبالسة يريدون خراب العالم كله قبل خراب دولتهم الذي يثقون تماما انه محتوم.
ويبقى لدي أمل في ثورة فكر وقيم، في شعب منتظر، ذو عقيدة وعزة وكرامة، وفي حاكم منتظر ذو حكمة وفهم، ولعل الصبح ان يكون قريبا، ولعل أملي لا يكون وهما فيخيبَ.