كلمة للتاريخ

3 دقائق للقراءة

يوم 15 مارس 2020 قلنا لكم ان كورونا ضربة بيولوجية.
وأنها أخطر وأشد فتكا وضررا مما تتصورون.
وأن ذلك تم التخطيط له منذ عقود، ضمن حرب تستهدف العالم والإنسان.
وقلنا كذلك أن الفيروس له أنواع مختلفة أشدها فتكا ما تم زرعه في إيطاليا وأوروبا وشرحنا أسباب ذلك في علاقة بطريق الحرير .
وقلنا أن البلاد التونسية في خطر شديد.
قلنا هذا في الإعلام ثم شرحناه بعد ذلك بدقة في مجموعة من المقالات.
حذرناكم وأوصلنا إليكم قولنا عن علم وبينة.
ولم نكن نتكلم جزافا، أو نمضي خلف أوهام “المؤامرة” حين قلنا إن كورونا إرهاب بيولوجي.
وظهر بعض المهرجين وقالوا ليتكلم المختصون فقط ولا أحد يقول إرهاب.
نحن لا نتكلم إلا فيما نتقنه ونعرف حقيقته وطبيعته.
بلى والله هو إرهاب عالمي ومرحلة متقدمة من الحرب العالمية الثالثة (في إخراجها الجديد) التي لا تستثني دولة ولا شعبا.
لم تفهموا كلامنا واستخف من استخف منكم كالعادة.
كما لم تفهموا كلامنا عندما حذرناكم سنة 2012 وما بعدها من الإرهاب فكرا وتنظيما حين كان مجرد هجومات بالعنف لافتكاك المساجد، وقلنا لكم “تنظير، تكفير، تفجير”، ووصولهم للمرحلة التفجيرية أمر حتمي، وسيأتي يوم يقومون فيه بهجوم مسلح من الجنوب وحددنا لكم المكان بدقة، وحددنا لكم مرارا مسارات العمليات الإرهابية وطنيا وإقليميا وعالميا ولم تخطئ استشرافاتنا ولو لمرة، وهذا موثق في الإعلام (مرئيا ومسموعا ومكتوبا). فلم تسمعوا، وأخذتكم العزة بالجهل، والتعالي بالعمى.
وها أن البلاد اليوم تهوي بسرعة، لأنكم فتحتم الحدود قبل أن تقوموا بمعرفة من تواجهون، وما قوة العدو، وماذا أعددتم له.
وقلنا لكم أن ما حدث قبل فتح الحدود من ضعف انتشار الوباء حتى بلغ الصفر لم يكن لعبقريتكم وامكانياتكم، بل للطف خفي تجهلون سره وسببه، فسخر من سخر من اللطف وتعالت أصوات الجاحدين والمعاندين، وانطلق شباب انتم حطمتموه يتبارى في شرب الخمر الفاسد يوم العيد حتى مات عدد أكبر ممن قتلتهم كورونا، وتشدق الملاحدة وتمنطق الشواذ وتفيقه التكفيريون الذين يلعنون الصالحين…
فنزع الله عنكم ستر لطفه وكنف عفوه، وألقاكم أمام ما لا تقدرون عليه.
مجتمع أفسدتموه حتى صارت الجرائم كل يوم أشد وأكثر فظاعة، ومعظم الشباب يقفز فوق الأخشاب لعلها تلقيه في سواحل إيطاليا حيث يهتف: “خبز وما وتونس لا”.
دولة دمرتموها حتى لم يبق لها إلا الرميم: بنية تحتية مدمرة وتغرق المدن لبعض المطر.
مؤسسات عمومية مفلسة، إدارة فاسدة. قطاع صحة وقطاع تعليم في الحضيض.
مليارات منهوبة ومسروقة، ديون غير مسبوقة.
أطنان من القمح يتم نهبها ويقال أن الحمام أكلها.
ثروات ضائعة وأخرى معطلة.
شعب محطم، وطن مفلس ماديا وقيميا، حكومات عاجزة، أحزاب فاشلة وأخرى ناجحة بامتياز في التخريب والتناحر لأجل الكرسي وفنون التآمر، إلا قليلا ممن رحم…
وبعد أن كانت تونس معينا للعباقرة والمبدعين، تصدرت العالم في الإرهابيين.
وبعد أن كانت منذ أشهر قليلة أكثر دولة لم يضر بها كورونا، ها هي اليوم ثاني دولة في سرعة انتشار الوباء، وسوف ينتشر وينتشر وينتشر، ويفتك بالناس فتك الظالم الأشِر.
ولا تملكون لا رؤية ولا استشراف ولا فهم ولا خطط ولا تجهيزات ولا استراتيجيات ولا إمكانيات مادية…
ولا حتى اللطف الذي عرفه الصالحون من قبل ونزعه الطالحون اليوم أو كادوا.
وعسى أن يأتي لطف الله نكالا بمن يأبى، ولا فضل لكم في ذلك.
لقد، والله، ظلمتم أنفسكم بالعمى والتعامي وركوب أمواج الوهم، وبترك الناصح الأمين، واتباع هوى النفس وغرور المنصب والنّهم المريض للمزيد من السلطة والجاه والتمكن، فلا دامت كراسيكم ولا دام لكم جاه بعون الله، والحساب في الدنيا قبل الآخرة، والله من ورائكم محيط.
○ملاحظة: نستثني كل من اجتهد صادقا، ومن يحاول مخلصا، وإن لم يقدر.
وتحية منا لكل مسؤول شريف، ولكل رجالات الدولة الحقيقيين الذين لم يخونوا بلادهم.
ولأبطال الأمن والجيش، وللأطباء الشرفاء والأطر الطبية التي تقاتل العدو دون أسلحة، ورحم الله الشهداء منهم.
ولكل أحرار وحرائر بلادي الذين لم تنم ضمائرهم ولم تمت قلوبهم.
ولا عزاء للخونة والمفسدين والعاجزين..
أعيدوا المشاهدة لعلكم تفهمون.


(من برنامج نيوز روم على قناة نسمة بتاريخ 15 مارس 2020).