كلمة إلى قصيري الذاكرة.

2 دقائق للقراءة

النقابات الأمنية كان لها دور كبير في انقاذ تونس من الارهاب، وفي كشف الكثير من المؤامرات على البلاد.
وقد كنت شاهدا على التأسيس وعلى مختلف المراحل، وناضلنا سويا في مرحلة صعبة حرجة كانت تونس كلها في خطر وشيك.
لقد عرفت رجالا تدمع أعينهم لأجل الوطن، وشجعانا لا يخشون، ولن انسى اخي وصديقي منتصر الماطري المناضل الأمني الصامد رحمه الله، وبقية زملائه على اختلاف الأسلاك والوظائف.
لا تنسوا أن للأمنيين الذي دفعوا دماء شهدائهم حقوق، وأن هنالك اسر كثيرة لشهداء الأمنيين أعرف بعضها تعيش ظروف قاهرة في بلاد قصيرة الذاكرة وشعب مصابة شريحة منه بالزهايمر.
اسماء النقابات الأمنية المختلفة وحتى ما كان بين بعضها من خلاف ليس جوهر القضية، الجوهري الذي أذكر ويذكر اصدقائي الأمنيين الذي اسسوا تلك النقابات في الكثير من اللقاءات ماذا كان: أمن تونس وأمن شعبها، العلم والروح الوطنية فوق كل اعتبار، والعدو واحد والمصير واحد.
عرفت رجالا من أسود الأمن الرئاسي استشهدوا في عملية شارع محمد الخامس، ما زلت اذكر وميض نظراتهم وعزمهم المتوقد.
عرفت وصادقت منتصر الماطري وحضرنا حصص تلفزية معا، وكان بيني وبينه مرة لقاء خاص، انا وهو فقط، وأشهد اني رأيت دموعه تنهمر كطفل وعينيه تومضان كأسد ونحن نتكلم عن الوطن، ومن عرفوه يعلمون يقينا اني صادق.
نعم هنالك ما يجب ان يتم تطويره، هنالك اصلاحات ضرورية، لكن المطالبة بحل النقابات الامنية خيانة لشهداء المؤسسة الأمنية الذين كانوا من ابناء تلك النقابات.
هنالك عمل تفاعلي مع المجتمع المدني والاعلام يجب ان يكون اقوى، ولا يكون اهتمامنا بالامن فقط حين نشعر بخطر الارهاب، ثم ننسى كل التضحيات وكل الرجال والنساء الذين سهروا ويسهرون على حمايتنا في كامل تراب الجمهورية بل وفي مناطق لا يتحمل الكثيرون قضاء دقيقة فيها كالثغور الحدودية في الجبال الباردة والصحراء المتقدة.
والمؤسسة الامنية مؤسسة سيادية مهمة، مع المؤسسة العسكرية، مؤسستان هما في الحقيقة فخر لكل تونسي حر، ولا اقول هذا تملقا والذين يعرفونني يدركون ذلك جيدا.
الاخوة الامنيون المناضلون على اختلاف النقابات والاسلاك، مع حفظ الاسماء والصفات، نحن معكم كما كنا معكم، من اجل وطن اقوى وأجمل.
عاشت تونس حرة مستقلة، والمجد للأحرار والصادقين.