< 1 دقيقة للقراءة
أَنْ تَعِيشَ كَالصَّقْرِ، تَسْكُنَ القِمَمَ، وَتَشْحَذَ الهِمَمَ، وَتَضْرِبَ بِجَنَاحِكَ عَالِيًا، وَتَكُونَ لِلْحَقِّ مُوَالِيًا، تَصْبِرَ، تُثَابِرَ، وَتَسْتَمِرَّ، وَتُحَافِظَ عَلَى رُقِيِّكَ رَغْمَ دَنَاءَةِ عَدُوِّكَ، وَعَلَى نُبْلِكَ وَعُمْقِكَ وَوَهَجِ رُوحِكَ…
كُلُّ هَذَا لَيْسَ بِالأَمْرِ اليَسِيرِ، بَلْ هُوَ التَّحَدِّي المُسْتَمِرُّ، وَالجُهْدُ اليَوْمِيُّ، وَالكَدُّ الَّذِي يُصَاحِبُكَ كُلَّ لَحْظَةٍ وَتُصَاحِبُهُ كُلَّ حِينٍ.
دَرِّبْ جِسْمَكَ كُلَّ يَوْمٍ: تِلْكَ أَجْنِحَةُ الصَّقْرِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قَوِيَّةً.
لِيَكُنْ لَكَ نِظَامٌ غِذَائِيٌّ مُتَوَازِنٌ: تِلْكَ لِيَاقَةُ الصَّقْرِ الَّتِي تُمَكِّنُهُ مِنَ الطَّيَرَانِ.
لَا تَحْقِدْ، اُتْرُكْ ذَلِكَ لِلضِّبَاعِ.
وَلَا تَكْسَلْ، دَعْهُ لِسُكَّانِ المُسْتَنْقَعِ.
وَلَا تَجْبُنْ، يَليقُ الجُبْنُ بالدَّجَاج لَا بالصُّقُورَ.
اِسْتَعِرْ مِنَ الأَسَدِ هَيْبَتَهُ، وَمِنَ النَّمِرِ هُدُوءَهُ، وَمِنَ الوُشَقِ خِفَّتَهُ، وَمِنَ النَّسْرِ كِبْرِيَاءَهُ.
وَخُذْ مِنْ اِنْسِيَابِ الأَفْعَى، دُونَ سُمِّهَا الزُّعَافِ، وَتَعَلَّمْ مِنَ اللَّيْلِ الصَّمْتَ، وَمِنَ القَمَرِ العِشْقَ، وَمِنَ الشَّمْسِ الشَّغَفَ، وَمِنَ البَحْرِ العُمْقَ وَمَزِيحَ القُوَّةِ وَالسُّكُونِ.
ثُمَّ شُقَّ بِجَنَاحِكَ كَبِدَ المُمْكِنِ، وَقَارِعْ مَا يَرَاهُ سُكَّانُ القَاعِ مُسْتَحِيلًا.
سَتَنْجَحُ رَغْمَ جَحَافِلِ المُسْتَهْزِئِينَ، وَسَتَنْتَصِرُ رَغْمَ جُيُوشِ الحَاقِدِينَ، وَسَتَخْلُدُ وَيَزُولُ زَبَدُ المُعَانِدِينَ.
وَسَتَبْقَى صَقْرًا، مِنْ أَعْلَى إِلَى أَعْلَى، وَمِنْ أَجْمَلَ إِلَى أَجْمَلَ.
لَا تَخَفْ مِمَّا تُخْفِي العَاصِفَةُ، لِلصَّقْرِ رَبٌّ يَحْمِيهِ.