عن الأمن المجتمعي

< 1 دقيقة للقراءة

لئن ذهب تعريف علماء الاجتماع للمجتمع على أنه مجموعة بشرية تشترك في قطعة أرض لمدة من الزمان وتجمعها لغة وثقافة،  وتعيش بشكل منظم تحقق فيه احتياجاتها.
فإن هذا التعريف وما شاكله يحتاج لمراجعات مفهومية تعمق فهمنا للمجتمع وطبيعته.
لأن المجتمع كائن حي متطور متغير كتطور وتغير أفراده، يقوى ويضعف، يمرض ويصح، يصلح ويفسد.
ولكل هذا جوهر مؤثر في حالة المجتمع والروابط بين أفراده.
وهو جوهر يربط بين كل مقومات المجتمع الثقافية والجغرافية والتاريخية والاقتصادية، بل لا يقوم مجتمع دونه ولا يستمر في غيابه.
فلو ذهب الأمن وسيطر الفزع لاضمحل المجتمع وتشتت.
ولو لم تكن لمجتمع القوة ليحمي أفراده ومكوناته ومقوماته فإنه سيتداعى داخليا أو ينهار بضربات من خارجه، بما أن الصراع حتمي قائم دائم داخل المجتمعات البشرية وبينها وبين مجتمعات وثقافات أخرى.
إن اقتصادا لا يرعاه أمن ولا تحرسه قوة معرض للنهب والسلب والتلف.
وإن أرضا لا تحميها قوة عرضة للاستعمار والاستيطان والافتكاك والتقسيم.
وكم مجتمعا فقد الأمن ففقد الأمان.
وكم مجتمعا نهبوا أرضه وسلبوا خيراتها، لما وجدوا لديه من وهن، وما لمسوا فيه من ضعف، فتفكك ولم يجتمع بعد ذلك بل بقي أفراده شراذم تتقاذفهم أمواج الزمان على رقع المكان.

*صورة عن الغجر، نموذج لمجتمع فقد أرضه وتشتت في أصقاع العالم لمئات السنين.