< 1 دقيقة للقراءة
شجرة اللوز هذه: ابنتي.
لقد غرستها بيدي، سقيتها، واعتنيت بها، حتى سمقت، ونمت، وأينعت، فعانقتني بظلها، وأطعمتني من ثمارها.
وفي الأرض ما في الأرض من خير، وفي رائحة التراب ما فيها من عبق يذكرني بأيام الطفولة البكر، والصبا النّضير.
وفي سكينة النفس، وهدأة القلب، وطمأنينة الروح، ما يريح الجسد بعد حروبه الطويلة، ومعاركه الكثيرة، وآلامه التي لا تطاق.
والآن أجدد العهد مع المحارب العظيم الذي يسكنني، ببراءة الطفل، وثقة المقاتل، وخبرة المعلم، وبراعة المفكر، وإبداع الشاعر، وخيال الروائي، ويقين العارف، ولمسة الفنان.
هي مرحلة جديدة تمتزج فيها ذواتي لتنتج ذاتا أكثر إشراقا.
وهي خطى أخرى نمشيها على صفحة الحياة، وتماما كشجرة اللوز، نونع ونسمق، نورق ونتزين بأحلى الأزهار، نثمر وننتج.
وكف من الغيب ترعانا، فلا نخيب أبدا.