2 دقائق للقراءة
في ميدان تيان وسط بكين، وبحضور الرئيس الروسي والرئيس الكوري الشمالي، والرئيس الإيراني، وقادة قرابة الثلاثين دولة، يجلس الرئيس الصيني بفخر، في عرض عسكري مذهل ومخيف، تطور تقني، أسلحة فتاكة، طائرات الجيل السادس التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي دون حاجة لطيار، وأخرى غيرها، صواريخ بالستية نووية، وجيش جرار منضبط ترى فيه اليقين أن الحرب قادمة لا محالة، وأنها حتمية، وقد سبق لشي جين بينغ أن قال ذلك لقواته.
الصين أرسلت رسالة واضحة وقوية للغرب وأمريكا بشكل خاص، وهي تنظم العرض بعد مؤتمر شنغهاي الاقتصادي، وفي الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، ولسان حالها يقول: سنواجه الحرب بالحرب، ونحن قوة عسكرية عظمى ضمن حلف قوي، وقوتنا الاقتصادية تحميها قوة السلاح.
الرئيس الأمريكي فهم الرسالة، وصرح أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية يتآمرون على الولايات المتحدة، ثم جاء التهديد المباشر: إن حاربتنا سنسحقك، نحن من فاز في الحرب العالمية الأولى والثانية.
وليكون القرار الذي كان لابد منه: وزارة الحرب عوضا عن وزارة الدفاع، أو عودة الأمر لأصله وفق تعبير ترامب.
ليس بعد هذا، وبعد انقسام الغرب نفسه، في مواقفه من الصهاينة مثلا، كموقف اسبانيا المشرف، وكذلك الأسطول والغواصة النووية على شواطئ فينيزويلا، والتي تهدد بحرب طاحنة في البحر الكراييبي وأمريكا اللاتينية وفق تعبير مادورو الرئيس الفنزويلي، ومع استمرار مجازر دولة الكيان في حق المدنيين في غزة، وتفاقم المجاعة، والأسطول الذي يريد كسر الحصار وقد اجتمع من دول كثيرة، كل هذا يرسم مشهدا جليا كنت تكلمت عنه منذ أعوام طويلة: الحرب العالمية الثالثة على الأبوب بحق، مسألة أشهر أو بضعة أعوام.
إن لم تتدخل السماء كما فعلت بعاد وثمود وفرعون والأطلنطيين، فالعالم كله سيمضي نحو كارثة نووية غير مسبوقة، وحرب يشيب لها الولدان.
أرجو من كل قلبي أن لا يحصل شيء من ذلك، لكن العقل الاستراتيجي لا يرى سواه.