< 1 دقيقة للقراءة
بين ان اخاف منك، كما يصور لك وهمك، وبين ان اتجاوزك واستنكف من مجاراتك في لغوك المريض مع يقيني من عجزك وقدرتي، وجهلك وعلمي، وجبنك وشجاعتي، ثمة فرق كبير.
لو أن أحد السفهاء امتلك هاتفا من قبل لبارز عنترة بن شداد من خلف شاشة هاتفه.
ذلك أن الجبان يجد الجرأة حين يكون وحده.
كقول المتنبي:
وإذا ما الجبان خلا بأرض
أراد الطعن وحده والنزالا
لذلك وجب على العاقل ان يترك جدال الاحمق، وعلى العالم ان يجتنب مجادلة الجاهل.
اوقاتنا اثمن من ان نضيعها في مهاترة مع فارغ أو مشاحنة مع لئيم.
حجتنا العلم، وبرهاننا الابداع، وشعارنا التميز، وسمتنا الموسوعية، ومن ثبت معنا لن يضره نباح جرو هنا او مواء قط هناك.
إنه ميدان الاسود والنمور والبواشق، لا مكان فيه لضعيف نفس أو مريض قلب أو فاسد طوية.
وحتى ان ادعى احد هؤلاء المحبة زمنا، فستفضحه الايام، وتكشف نفاقه، وتظهر أنه يطوي على حقد غريب لا مبرر له الا أنه مرآة ما في ذاته.
أجدد دعوتي لكل تلامذتنا ومريدينا ومتابعينا لمواصلة طريق العلم والتزكية والتفوق، مع تدريب الجسم وتهذيب النفس وتطهير القلب وصقل العقل لتحرير الروح.
ولا نحزن على من ظهر نفاقه، بل نفرح أن فضحه الله وأراحنا منه.
ونقف عن جدالهم لأنه بلا جدوى، ولأن مجرد جوابنا لهم شرف كبير لا يستحقونه، كما لم يستحقوا شرف اتباعنا والتتلمذ على أيدينا.
وفي غد لنا معهم موعد قريب.