< 1 دقيقة للقراءة
هذه الرحلةُ التي نمشيها في الحياةِ رحلةٌ غريبة، مليئةٌ بالأسرار، خليطٌ بين الظلماتِ والأنوار.
إنها رحلةٌ من الفناءِ إلى البقاء، ومن المحدودِ إلى اللامحدود، ومن عالمٍ امتزجت فيه العوالم، إلى عالمَين ومقامَين لا ثالث لهما: جنةُ سعداء، وجحيمُ أشقياء.
وخلفَ هذا عوالمُ سبقت، وشهادةٌ قيلت، وعهدٌ أُبرِم، ووعدٌ قُطِع، وكلمةٌ حُقَّت؛ قد نَسِي العقلُ أمرَها، وأيقن القلبُ بها، وجهلها الفكرُ، واستأنس بها لسانُ الذكر.
ومن منطلقِ الروحِ التي كانت وقالت: “بلى”،
إلى رُجعى النفسِ التي اطمأنّت، فرجعت إلى ربها راضيةً مرضيةً —
رحلةٌ لــ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَـٰقِیهِ﴾.
فيها من تقلُّباتِ الأيام، وتطاوُلِ الأعوام، وعملِ الساعات، وأثرِ الدقائقِ واللحظات.
وفيها جبالٌ تصعدُها، وحُفَرٌ تهوي بها، وقلوبٌ تسعدُها، وقلوبٌ تشقى بها.
إنها رحلةٌ محدودة، وأنفاسٌ معدودة، وأرزاقٌ ممدودة، ومقاديرُ بحبالِ ربّها مشدودة.
فطوبى لِمَن وعى، وهنيئًا لِمَن سعى، والفوزُ لِمَن لعهدِ ربّه رعى.
مازن الشريف: كلماتٌ من فيضِ الرّوح.