حزن وغضب

< 1 دقيقة للقراءة


أشعر أحيانا بالحزن، وأخرى بالغضب.
ليس حزن البدايات الذي يتعلق بالذات فلا يغادرها، ولا غضب البدايات الذي يكون انفعالا لأمر شخصي.
الحزن الآن حزن آخر، تنطوي فيه أحزان كثيرة.
حزن تاريخي، لأن من يقرأ تاريخ البشرية عموما، وهذه الأمة خاصة، سيصيبه الحزن العميق، ويكفيه وجعا أن يدرك الخفايا ويفهم الخبايا.
وحزن واقعي، فحال العالم اليوم محزن فعلا، وحال الامة أكثر إيلاما، وتكفي صورة واحدة لطفلة فقيرة تبحث عن طعامها في القمامة وهي تعلو على ظهر اختها الصغرى، ليكون حزن مر ككل ايام الهزيمة.
وحزن مستقبلي، فما يبدو قاتم محزن فعلا، وكلما تعمق الانسان في فهم المستقبل صار حزنه أشد.
أما الغضب فما أكثر ما يثير الغضب، تاريخا وواقعا.
وما أكثر الخونة والمرتزقة والسفلة الذين تود لو تكون لك عليهم غضبة حيدرية، لكنك لا تملك إلا غضب القلب الذي تختزنه اختزان الأرض لصهارة البركان.
وبين حزن وغضب، يبقى أمران يبعثان السكينة:
اولا يقين أن في القادم صفعة ربانية تمتد في عمق الماضي وتسحق كل المفسدين.
وثانيا يقين ان القيامة حق، وأن جهنم تنتظر الظالمين.