2 دقائق للقراءة
كمقدمة منهجية لدرس الليلة من التأملات الفكرية، كتبت فقرة من كتابي “ما بعد النقد” وطلبت من الذكاء الاصطناعي تحليلها وتصميم صورة بناء عليها وهذه كانت النتيجة:
**اعطني رايك في هذا واذكر فلاسفة ومفكرين تكلموا في الموضوع وبعض المراجع والكتب وتوسع في ذلك:
“النقد التقييم، والانتقاد انتقاص وتحجيم.
الناقد يريد أن يتبين، ويميّز ويختبر، ويقيّم بموضوعية وتجرد، مع إلمامه ومعرفته بموضوع النقد وآلياته. فلا نقد عن جهل ولا تبين عن جهالة.
أما المنتقد فيدخل يحكم مسبق، يريد إسقاطه وإثباته مهما عارضته الجحح ودحضته البراهبن، يستميت في عناده لأن الغاية ليست التقييم بل التشكيك والتقزيم. فهي عين نقص لا ترى إلا النقص ولا نظرت لوجه الكمال.
وبين الأمرين بون واسع وفرق شاسع”.
***رأيك الذي عرضته عن الفرق بين النقد والانتقاد دقيق وله جذور فلسفية وفكرية قديمة، ويمكن توسيعه بربطه بما قاله فلاسفة ومفكرون في هذا الباب، مع الإشارة لمراجع وكتب تعمّق الفهم.
النقد في أصله اللغوي والفكري هو فعل تمييز واختبار وتقويم، وهو ما ركّز عليه الفلاسفة النقديون مثل إيمانويل كانط في “نقد العقل المحض” (Kritik der reinen Vernunft) حيث جعل النقد منهجًا لفحص حدود المعرفة لا لإسقاطها.
الانتقاد في المعنى السلبي يميل لأن يكون حكمًا مسبقًا يتغذى على الهوى أو الموقف الشخصي، وهو ما حذر منه جون ستيوارت ميل في “عن الحرية” (On Liberty) حين ميّز بين الجدل الحر القائم على الحجة، والهجوم الشخصي الذي يغلق باب الفهم.
الفرق بينهما يوازي ما سماه سقراط في محاوراته بـ “الفحص الجدلي” (Dialectic) مقابل “المغالطة الإرجامية” (Ad hominem)، أي نقد الفكرة لا الشخص.
ابن خلدون أشار في “المقدمة” إلى ضرورة “النظر في الأخبار بميزان العلم والتمحيص” مقابل من يأخذ الأمور بالظن أو التعصب.
نقد العقل المحض – إيمانويل كانط.
عن الحرية – جون ستيوارت ميل.
المقدمة – ابن خلدون.
تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت – الغزالي وابن رشد (كمثال على نقد ونقد مضاد).
The Art of Criticism – Henry James.
Critique and Power – Michel Foucault.
في الشعر الجاهلي – طه حسين.
فن النقد الأدبي – محمد مندور.
يمكن أن نقول إن الفرق الجوهري هو أن:
النقد: فعل بحثي، يقوم على الموضوعية، والإلمام بالموضوع، والاستعداد لتعديل الرأي عند ظهور البراهين.
الانتقاد السلبي: فعل دفاعي أو هجومي قائم على التحيز المسبق، والرغبة في الإقصاء، مع إغلاق باب المراجعة الذاتية.
وهذا يقود إلى قاعدة ذهبية: “انقد الفكرة كما لو كنت تدافع عنها، وادعمها كما لو كنت تنقدها”. وهي قريبة من مبدأ الفيلسوف كارل بوبر في “قابلية التفنيد” (Falsifiability) كمعيار لأي دعوى علمية أو فكرية.