2 دقائق للقراءة
سيُمتحن المخلصون، وينكشف المرجفون، ويسعد الثابتون، ويصعد الواثقون، ويخيب هنالك المدعون.
ليس طريق القوم إلا نسيج امتحان، ولا سبيلهم سوى سبيل اختبار يرجف منه الثقلان.
ومن الناس من يبدي لك المحبة وفي صدره الضغائن، ومنهم من يمد يده بالعهد وهو للعهد خائن.
ومنهم مدين ودائن، ومنهم من يكون في سدرة الأمر، ومن ليس بكائن.
فمن شُفي صدره، أنار بدره.
ومن شقي صدره، أبان غدرُه.
وكم ناطق بألسنة أهل الحق، وهو لسان الباطل.
وكم مدع لحال القوم وهو عنهم عاطل.
وفي كتاب التعساء: ليس أتعس من يد مرتعشة تبايع صباحا وتنكث قبل المساء.
وفي صحف الأشقياء: ليس أشقى ممن ترك من يهديه ظانا أنه يضلّه، واتبع من يضله ظانا أنه يهديه.
وكثير يدعي أنه من القوم بل من أعلامهم، ولكن الشمس تفضح غواية الليل، والحق يدك ارض الزيغ بسنابك الخيل.
فأين المدعي منهم، وأين مقاله عنهم.
فوراثتهم علم يدل، وحال يجل، وفصاحة يذهل لها كل فصيح، وجمال يبهر به كل مليح.
فمن ناوءنا في الأمر ونازعنا فيه: أين علمك من علمنا، وفهمك من فهمنا، وبيانك من بياننا، وبرهانك من برهاننا.
كلا، إنما هي منحة لدنية، وفصاحة محمدية، وقوة حيدرية، وبراهين إرث وحرث، فالقلب وارث، والعقل حارث.
وكم من علم بقرناه، وحق نصرناه، وظالم كسرناه، ودعي فضحناه، وشقي بكبش حضرتنا نطحناه.
وإن راياتنا لمرفوعة، وكلمتنا لمسموعة، ودعوتنا لمن دعونا له لا ترد، ودعوتنا لمن دعونا عليه لا تصد.
فمن خاننا كسر الله ظهره، وقصم أهل الله دهره، فأيامه في كبَد، وأعماله من زبد.
ومن رمانا بحرف، رميناه في جرف.
ونحن أبناء علي، وأحفاد ولي، وذرية نبي، ونسل زهراء ووصي، لا يتبعنا إلا نقي، ويسمعنا إلا تقي، ولا يعادينا إلا لعين شقي.
جفت الأقلام ورفعت الصحف.
﴿قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡیَـٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ﴾ [النحل ٢٦]