< 1 دقيقة للقراءة
كل إشراقة شمس جديدة، فرصة تجددها الحياة، ويمنحها باريها، لمن يسعى فيها.
كل إشراقة تمنح أملا، وتطلب عملا، وتريد كدحا وكدا، وتنادي مع المنادي ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَـٰقِیهِ﴾ [الانشقاق ٦]
ولأن الحياة فانية، فإن تجددها يجعل لفنائها نوعا من البقاء، وبابا لدار البقاء، ومجالا للباقيات الصالحات، التي هي خير وأبقى.
وطالما أشرقت عليك الشمس ونظرت إلى حمرة وجنتها وهي تغادر سجن الليل، ثم بياض وجهها حين تتجلى، فأنت من الأحياء الأحياء، لا من الأحياء الموتى، الذين لم ينظروا يوما لإشراقها، ولا شعروا يوما بإغداقها.
فالشمس المشرقة، مغدقة، سخية الضوء، جلية الملامح.
ولأن الصيف يمنح الشمس سيفا، فالأولى بك أن تفتح عينيك قبل الشروق، لتسمع تسبيح الكائنات، وكلام الجمادات، وزقزقة الطير الصافات.
ولتملأ رأتيك أملا، وتكمل مهمتك، لأن الفجر الذي تنتظره الشمس، قادم لا محالة.
صباحكم إشراق لا يزول.
*صورة من ربوع سيدي بوزيد..