تونس بين الشرق والغرب

< 1 دقيقة للقراءة

تدخل تونس مرحلة جديدة ومختلفة بتوجهها نحو الشرق العظيم، بعد عقود الارتباط بالغرب والفرنكفونية تحديدا.
وهذا التوجه الجديد الذي عكسته زيارة وزير الخارجية الروسي إلى تونس، ثم زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى إيران لواجب العزاء في الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ثم إلى الصين حيث للمشاركة في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني ببكين، حيث حظي باستقبال رسمي مشرف من الرئيس الصيني شي جي بينغ، هو توجه مهم في أبعاده الاقتصادية والاستراتيجية لو يتم توظيفه بالشكل المناسب، لكنه أيضا يمثل تحديات كبيرة نظرا لطبيعة العلاقات مع الدول الأوروبية والغرب عموما وخاصة فرنسا والولايات المتحدة في جوانب كثيرة، وللصراع القوي الدائر الآن بين محوري الشرق والغرب عسكريا بين روسيا وأوكرانيا مدعومة من الدول الغربية عسكريا بشكل مباشر، ثم الصهيونية ومحور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية، والنزاع الاقتصادي مع الصين واحتمالات التصعيد في ملف تايوان، وسواها من الملفات.

إن الانفتاح على الشرق، مع الحفاظ على العلاقات مع الغرب، ضمن ما يراعي المصلحة العليا للوطن، والسيادة الوطنية، وحرية القرار، أمر مهم فيما سيأتي من مراحل تزداد تعقيدا وتشابكا.
وإن الوقوف مع قضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وعدم التورط في أي مشروع تخريبي للعالم العربي، كما فعل بعض مرتزقة العشرية السوداء، إن كل ذلك هام وأساسي للعب الدور المناسب في الوقت المناسب.
تونس لها قيمة جيوستراتيجية كبيرة، ومهمة في توازنات الشرق والغرب، وفي معادلة العالم العربي وافريقيا مع دول شمال المتوسط.
كما لعبت أدوارا كبرى على مستوى العالم، مما شهد عليه تاريخها القرطاجني وما بعده وخاصة الفتح الاسلامي.
وهذا ما ينبغي البناء عليه اليوم غدا، ثم ما يليه مما سيكون أشد تعقيدا وخطورة وحساسية.
تحيا تونس.