كلمة عن الجزائر

2 دقائق للقراءة

ما بين تونس والجزائر أواصر متينة. ونحن نعرف الجزائر جيدا: قرأنا في كتاب تاريخها وطفنا في كثير من مدنها وصادقنا الكثير من أهلها الطيبين.

والجزائر بلد عظيم عامر بالصالحين سقت ترابه دماء الشهداء الثائرين ومعظمهم من أهل الزوايا وأتباع المشايخ الذين قادوا الثورة من بداياتها منذ الأمير عبد القادر الجزائري إلى الشيخ المقراني والشيخ الحداد وثورة أولاد سيدي الشيخ وهي أطول ثورة في مسيرة الجهاد الجزائري ضد المستعمر الفرنسي الغاشم الذي أراد نزع الدين وتغيير اللغة. وقد انطلقت ثورة أولاد سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد (الذي استشهد أيضا بعد معركة في وهران ضد الاسبان) منذ سنة 1823، واستمرت إلى سنة 1908 تاريخ وفاة المجاهد البطل الشيخ بوعمامة الرجل الصوفي العارف بالله والمحارب الذي كانت قوات فرنسا ترتعد منه خوفا.

وحين نكون في ضيافة أهل الله وأحفاد سيدي الشيخ والشعانبة الذين كانوا رفاق الشيخ بوعمامة وفي الصفوف الأولى وقدموا الآلاف من الشهداء، فنحن نقدم موقفا لدعم الجزائر جيشا وشعبا.

الجيش الجزائري العظيم عماد البلد وحامي ترابه. وكل من يدعو إلى المساس منه فهو خائن أيا كان. وهنالك بعض الأبواق الاعلامية التي يعلم القاصي والداني عمالتها ونذالتها وحربها للدول الوطنية لم يعجبها موقفنا. ونقول لهؤلاء الأذيال وأشباههم: لقد امتزج الدم التونسي والدم الجزائري في ساقية سيدي يوسف. وشخصيا أجدادي لأمي (آل التومي الحسينيون) قدموا من الجزائر، وذكرهم ابن أبي الضياف في سياق حديثه عن الأسر الشريفة. فهذه نسبة الدم. وكذلك أكبر مناضلينا وأهمهم في تاريخنا النضالي ضد فرنسا جزائري الأصل، وهو البطل عبد العزيز الثعالبي، وجده ليس سوى الولي الكبير سيدي عبد الرحمن الثعالبي صاحب الأبيات الشهيرة:

إنّ الجزائر في أحوالها عجب ** ولا يدوم بها للناس مكروه
ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع ** إلا ويُسر من الرحمن يتلوه

وهي لعمري الجزائر: قوية صامدة بجيشها وشعبها، برجالها ونسائها، بشبابها، بقادتها ومسؤوليها، وبأهل الله فيها.

أما عن التصوف والمواقف: فمتى كان أهل التصوف الحق بلا موقف. راجعوا التاريخ قليلا واقرؤوا وتعلموا. لقد أتينا من بغداد ومن مصر ومن الأردن ومن تونس ومن فلسطين الحبيبة لنقف مع الجزائر ونحيي جيشها وشعبها. ومن لم يرقه هدا فليأت الجزائر، وليبحث في صخور جبالها عن أقوى صخرة وأشدها متانة وصلابة، ثم ليضرب رأسها مرة فمرة، لعله يشفى، أو تشفى الأرض من خسته.

عاشت الجزائر

عاش الجيش الجزائري

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

يا سائلا عن تونس وجزائرِ
ذي حجة تهدي دليل الحائرِ
من مطلع التاريخ كنا واحدا
نمضي بركب المستجد السائرِ
تتبدل الأيام إلا أننا
صنوان في النبض الأبي الثائرِ

 

 

سوسة / تونس  06/11/2019