رسالة إلى معتز مطر: اترك الجزائر وجيشها، والعب في مكان آخر.

2 دقائق للقراءة

أحيانا أجد فيديو لك تصرخ وتولول، كارها لكل شيء ناقما على كل شيء، ولكنك لم تكن تعنيني فأنا أعرف جيدا من يخطط ومن يمول وما المشروع السياسي والاستراتيجي والغايات القريبة والبعيدة وأعلم جيدا أنك مجرد بيدق صغير في لعبة أنت نفسك لا تدرك كل أبعادها كما لم يدرك خاشقجي إلا بعد فوات الأوان، لينتهي بنفس الطريقة التي كان يباركها حين كتب عن أن الدواعش في إعدامهم للقوات السورية يمارسون إرهابا استراتيجيا ويعلمون ما يفعلون.

ولكنك هذه المرة عنيتني شخصيا ضمن هذا الفيديو، وربما أنك لا تعرفني ووضعتني ضمن سياق ما أردت قوله، في هجومك على قيادة الجيش الجزائري العظيم. فدعني أسألك ومن خلفك:

لماذا تكرهون الجيوش العربية؟

لماذا تكرهون الجيش السوري والجيش المصري والجيش الجزائري؟ هل عطفا على أولياء نعمتكم الصهاينة؟

ماذا تريدنا أن نفعل يا أيها الثائر العظيم: نحطم الجيش الجزائري ونترك ضباع التكفير ومن أنت منهم (من مرتزقة الإخونج وهمج بني وهبان) يعيدون أمجاد العشرية السوداء التي تحلمون بها؟

وها قد تم اليوم استهداف الجيش الجزائري من الإرهابيين وقتل ثلة من جنوده، هل أنت سعيد وفخور؟

“زعلان قوي حضرتك” من مساندة الشعب للجيش، ومن مساندة أهل التصوف للجيش، بل من مساندتي الشخصية والاعتبارية، وقمت بتمرير مقطع من كلمتي. فما الذي يرضيك يا بطل زمانك؟

تريد مثلا مجموعات سيناء الارهابية تحتل قواعد الجيش المصري، والخلايا الارهابية في الجزائر تقوم بقتل كل جندي وكل مواطن إلا من كانوا في نهجك وطريقك وانتمائك؟

اترك الجزائر وجيشها، فإنها حرب خاسرة تقوم بها ومن خلفك، فلن يسقط جيشها، ولن ينخدع شعبها، ولن تهون قيادتها، ولن يترك لك أسودها مجالا لتكذب وتزيف وتحتال.

لقد قلت أني والمشايخ الذين قدموا معي من مصر وبغداد وفلسطين تمت دعوتنا من قايد صالح، وقد والله كذبت وافتريت، فما أتينا إلا تلبية لدعوة قوم كافحوا المستعمر الفرنسي منذ سنة 1823 إلى سنة 1908 ومن بينهم الشيخ بوعمامة الصوفي الرباني والمجاهد العظيم. ولكن في “دينك” الكذب مباح والخداع مسموح، وما أبعد دينك ودين من يتقنعون بالإسلام زورا، عن دين الإسلام الحق.

الصوفية يا جاهلا بها أو متجاهلا لها: مقام الإحسان غايته والتزكية وسيلته وكتاب الله وسنة رسوله مظلته. رجاله أصلحوا حين أفسد الناس، وجمعوا حين تفرق الناس، وعلموا حين جهل الناس، وأطعموا حين جاع الناس، وجاهدوا حين هجم الأعداء وفزع الناس، وثبتوا حين خاف معظم الناس.

وليس غريبا عنهم ولا منكرا منهم دعم الحق حيثما وجدوه، ومن خالف ونافق واحتال فهو دعي لا ينسب إلى أهل الحق والصدق ولا يضيرهم.

فالزم غرزك، واترك البلاد لرجالها وحرائرها، وسوف تنتصر مصر جيشا وشعبا، والعراق جيشا وشعبا، والشام جيشا وشعبا، والجزائر جيشا وشعبا، وستخسر أنت ومن خلفك، كما خسرتم كل مرة، رغم الأذى وكثرة الخراب والدم والتفجير.

عاشت الجزائر حرة مستقلة

المجد للجيش وللشعب الجزائري العظيم.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.