صمت وكلام

< 1 دقيقة للقراءة

لم أعد أريد أن أكتب عنك، لأن الكتابة عنك تحزنني، ولا تفيدك بشيء، فما أنت فيه لا تغيره الكلمات، بل تغيره أفعال شعب لا يفعل شيئا او هو لا يستطيع، ولعله يفعل عكس ما يجب عليه، فيخرّب بدل ان يبني، وينام عوض أن يستيقظ.
وكذلك فعل من يَحكم، وهو لا يُحكِم. ومن في السياسة وكثير منهم شر عليك وخيراتك نهب يده ويد سيده من خلف البحر.
لذلك قررت منذ سنوات ان لا اكتب عنك، ولا اتكلم.
وقد كنت من قبل أكتب في الصحف وأتكلم في منابر الاعلام والندوات، بل كتبت عنك أجمل القصائد وأشهر الأغاني التي تردد صداها في العالم.
لكني ارى الصمت اليوم خير، والانشغال بالعلم والأدب وما يبث البهجة افضل من الغرق في أوجاعك.
فأنت يا بلادي مع كل هذا اللطف الالهي المحيط بك يكتنفك الشر وتنهشك الذئاب ويعبث بك العابثون.
كثيرة خيراتك التي يضيعونها، قمحك المرمي للأمطار، وزيتونك الذي إن كثر إنتاجه أفلس أصحابه. وما فيك من بركة وثروات لا يحسنون استخدامها ولا استثمارها او ينهبها لص هنا ولص من هنالك.
كل ما يدور مدبر بإحكام، وأنا افهم جيدا وأرى بعيدا، ولا أدعي أني أمتلك كل الحلول لكن يكفي أن أرى بوضوح وأن أفكر بهدوء وأن لا أخون رغم ان الخيانة كنز لمن يتقن اللعب والتلاعب.
أنا واثق أنك تستحقين شعبا أفضل، حكّاما أفضل، وحالة أرقى وأجمل.
لكن….
فلتعد الحروف إلى صمتها إذا.
إن في الصمت لغة أفصح أحيانا، وأكثر وضوحا وأبلغ بيانا.

من كلماتي